بقلم: كمال فتاح حيدر ..
كل المساعدات المُرسلة إلى غزة تباع بالدولار في معبر رفح. أو تجدونها معروضة في أسواق وأكشاك جمهورية مصر العربية. ولا يحق للمانحين الاعتراض على هذا السلوك المشين، خصوصا بعدما سمعوا تصريحات سامح شكري وأقواله المزعجة لحل هذه الأزمة، نذكر منها كلمته التي يقول فيها: (من لم تعجبه إجراءاتنا في معبر رفح فليبحث عن معبر آخر).
أما عبد الفتاح الذي بيده المفتاح فلم يبادر حتى الآن إلى اتخاذ موقف مشرف يسهل فيه اجراءات وصول المساعدات إلى المنكوبين والمشردين، تساعده في ذلك جوقة المطبلين بقيادة المايسترو الرمادي (احمد موشي)، فهؤلاء لا شغل لهم سوى التفنن في إطلاق عبارات التهكم والشماتة على ما آلت اليه احوال الجياع الذين قتلهم القصف العشوائي. .
قبل قليل عرّضت الفضائيات فيلما وثائقيا لشاب فلسطيني يقف بجانب خيمة بيضاء مكتوب عليها (المساعدات القطرية) لكنه يقسم بأغلظ الأيمان انه اشتراها من عساكر السيسي بنحو 800 دولار. وبعضهم اشتراها بمبلغ الف دولار (2800 شيكل). وربما تتذكرون فضيحة سيارات الإسعاف الحديثة التي ارسلتها الكويت لنقل الجرحى في غزة، فاستبدلتها حكومة العسكر بأخرى قديمة ومستهلكة ومعطوبة ثم أرسلوها إلى غزة. وما إلى ذلك من التصرفات الخسيسة التي تعجز الكلمات عن وصفها. .
والأغرب من ذلك كله ما نشرته الصحف الأجنبية قبل العربية حول تسعيرة عبور الشاحنات التي بلغت حوالي خمسة آلاف دولار لكل شاحنة، وبلغت تسعيرة عبور الأفراد حوالي 14 ألف دولار لكل شخص بصرف النظر عن عمره وحالته. ناهيك عن اجراءات منع زيارة جرحى غزة الذين حذفتهم ظروفهم القاهرة لتلقي العلاج في مستشفيات القاهرة. .
لم نكن نتوقع في يوم من الايام ان تتدنى مستويات النذالة والابتذال لتهبط إلى أعماق السلوك الهمجي المقرف. .
لقد اقسم بن غفير بشرف أمه ان المفاتيح كلها في جيب عبد الفتاح، وان إسرائيل لا دخل لها في اجراءات المعبر الفاصل بين سيناء وغزة. وهذا ما تردده الفضائيات العبرية كل يوم. وشهد به الفريق المكلف بالدفاع عنهم في محكمة العدل الدولية. ومع ذلك يصر التمساح عبفتاح على عرقلة وصول المساعدات إلى الناس الذين هم في امس الحاجة اليها. .
نحن حتى الآن لا نفهم سر هذا العداء السيساوي للدول التي تقدم لهم المساعدات. وكان الله في عون الشعب المصري الشقيق في هذه المرحلة الصعبة. .