بقلم أياد السماوي ..
عندما يتوّهم البعض أنّ منهج التآمر وشراء الذمم وعقد الصفقات المشبوهة ، هو منهج يصلح مع الجميع ، فهذا ليس وهما فحسب بل هو غباء وإفراط باحتقار القيم والأخلاق التي انجبت عظام القادة في العراق والعالم ، والذين كانوا أمناء على مبادئهم حتى آخر لحظة من حياتهم ولم تنفع معهم كل المغريات والصفقات المشبوهة ..
والأفعى التي نتحدث عنها في مقالنا لهذا اليوم هي أفعى حزب البعث المجرم بحلّته الجديدة وقائده المخلوع من رئاسة مجلس النواب العراقي .. فالمخلوع لم يكن يتصوّر أنّ المحكمة الاتحادية العليا التي ضربت خراطيم الفساد في العراق وتصدّت لقادة الانفصال ، ستصدر قرارها التاريخي بإلغاء عضويته من مجلس النواب العراقي ، ومن شدّة وقع الصدمة عليه وما نتج عنها من تبعات ، راح يتخبط من جديد في محاولة منه لتخفيف وقع ما حصل ، ويبدو أنّ بعض المنتفعين منه وبعض الذين لا زالوا يعتقدون بإمكانية حلبه ، يوهمونه بأنهم قادرون على تحقيق ما يسعى له في موضوع إيجاد بديل لمرشحه لرئاسة مجلس النواب الصدامي شعلان الكريّم الذي فقد أيّ فرصة في الترّشح لرئاسة المجلس وربّما في البقاء نائبا أصلا .. فعمد رأس الأفعى إلى خدعة جديدة يهدف منها إلى الضغط على المحكمة الاتحادية العليا بإصدار قرار تلغ به المحكمة جلسة مجلس النواب وإعادة الترشيح من جديد ، والمؤامرة الجديدة تتمثل بعقد مؤتمر عام للسنّة ينجم عنه ترشيح شخصية جديدة لمنصب رئيس مجلس النواب ، حتى يكون ذلك أداة ضغط على المحكمة الاتحادية العليا بقبول هذا الترشيح الجديد باعتباره يمّثل المكوّن السنّي .. ولكن الذي لا يعرفه المخلوع وأبيه ومن يقف معه خسّة وطمعا في ملياراته المسروقة من مال الشعب العراقي ، أنّ المحكمة الاتحادية العليا لن تنخدع بهذه الأساليب المكشوفة وتنحني لهذه الإرادات الشيطانية .. فوالله ثم والله لن تنتهي المؤامرة على العراق وشعبه ما دام رأس الأفعى يتدّلى ولم يقطع تماما ..
أياد السماوي
في ٦ / ٢ / ٢٠٢٤