بقلم: كمال فتاح حيدر ..
ظهر رئيس الولايات المتحدة (جو بايدن) في اعترافات جديدة امام عدسات وكالات الأنباء، قال فيها: (لقد نفذ الوقت، ونفذ صبرنا في مواجهة عناد الرئيس المكسيكي الذي يرفض فتح بوابات معبر رفح، ويرفض السماح بدخول المساعدات إلى غزة. لقد تحدثت معه شخصياً حول هذا الموضوع، واقنعته بضرورة فتح المعبر، وتكلمت أيضاً بهذا الخصوص مع نتنياهو، لكن السيسي المكسيكي هو الذي يصر على إغلاق المعبر، وهو الذي يمنع وصول الغذاء والدواء). .
وبهذه المناسبة نعيد إلى الأذهان كلمة فريق الدفاع الإسرائيلي أمام محكمة العدل الدولية التي حملت رسالة مباشرة موجهة إلى الحكومة المصرية بضرورة الإسراع بفتح بوابات المعبر. ولا ننسى كيف تطوعت معظم الصحف الأوروبية بنشر مقالات استقصائية مفصلة تطرقت فيها إلى الإتاوات التي تدفعها الشاحنات ويدفعها الأفراد لتجاوز عقبة المعبر. ثم تعدد الشهود وتعددت التقارير، وتكاثرت التصريحات على لسان قادة العالم الذين توسلوا بالسيسي، وطالبوه بفتح المعبر، ومع ذلك ظلت البوابات موصدة والمنافذ مغلقة ومسدودة. ثم خرج علينا السيسي نفسه بتصريح مراوغ قال فيه: (أروح من ربنا فين لو كنت أنا السبب فى تجويع الغزاويين ؟). وخرجت علينا جوقة المنافقين والمنافقات في محاولة لتسويق الأعذار والتبريرات من اجل تجميل صورة السيسي الذي يشترك مع نتنياهو في تنفيذ حملات التجويع والتعطيش بغية استكمال حملات الإبادة الجماعية. في الوقت الذي يشرف السيسي بنفسه على الرحلات الأسبوعية المكوكية للسفينة (PAN GG) المكلفة بنقل المؤن والذخيرة إلى ميناء أشدود. .
هذا هو الواقع المؤلم، وهذه هي الصورة اللاإنسانية التي اصبح فيها السيسي بطل التجويع والتعطيش، وفي طليعة المشتركين بقتل المدنيين الأبرياء. .
الشيء بالشيء يذكر ان صحيفة يديعوت أحرونوت نشرت اليوم خبراً مفاده ان جيش الاحتلال يفكر بخطة تتضمن إدخال المساعدات عبر معبر بيت حانون أو من خلال معبر كارني، وتوصيلها مباشرة إلى المخيمات الفلسطينيية بعدما تأكدوا من نوايا السيسي بغلق معبر رفح إلى يوم غير معلوم. .
ترى ما الذي سيقوله المهرج (احمد موسى) بعد الآن ؟. وما الذي ستقوله لميس والمنتفخ إبراهيم عيسى ويوسف الحسيني وغيرهم من المطبلين والمزمرين ؟. وما الذي تتوقعه من مستبد عنيد تسبب الآن في تجويع شعبه وإفقارهم، وتسبب في تجفيف نهر النيل، واذلال الطبقة الفقيرة ؟. .
لو كان السيسي صادقاً في كلامه لفتح البوابات كلها وبلا تردد. لكنه لن يفتحها لأنه يمثل الطرف المتشدد المشترك فعلياً في تضييق الخناق على الشعب الفلسطيني. .