بقلم: جعفر العلوجي ..
مرت بطولة كأس آسيا 23 في الدوحة مرور الكرام وذهبت مع كل ما حصل فيها ووصلت الى مسك الختام سريعاً وقد استوعبنا صدمتها مرغمين بعد فاصل من النجاح والتألق والعلامة الكاملة والسقوط بالقاضية في الدور الاقصائي، منتخب كبير تأملنا معه الوصول بعيداً في كأس آسيا وهوى بظرف ثلاث دقائق وتبخر معه حلم نيل اللقب للمرة الثانية في تاريخ منتخبنا الوطني.
الآن وبعد أن انقضى الفيلم بتفاصيله لا ينبغي أن نعود من نقطة الصفر بل قبل الصفر وقد لزم الأمر لذلك من لحظة تحضير المنتخب وصولاً الى المنافسات الحقيقية وكل ما رافقها من أخطاء وعلينا أن نكون صريحين مع أنفسنا ونتقبل كاتحاد كرة وجهاز فني جميع الملاحظات التي قد يكون نصفها مفيداً جداً بكل ما يغلف العمل ليس الجانب الفني فقط بل التسويقي والإعلامي والإداري أيضاً فهناك جملة من الملاحظات أثرت بطريقة وأخرى حتى على سير النتائج والحالة النفسية للاعبين، وأن نرى المشهد بوضوح تام وعلى رأي المثل الدارج من لا يرى من المنخل أعمى بل وبلا بصيرة إطلاقاً، وإن ما نتكلم عنه ونشخصه اليوم ليس بلغة النقاط الآنية بل بالمراجعة التامة لكل ما تم تشخيصه، لأن المقبل أكثر أهمية بالنسبة لجماهيرنا الرياضية وأن الفرصة التي فقدناها في الدوحة من الممكن أن تعوض في كأس العالم والوصول للمرة الثانية في تاريخ مسيرتنا الكروية لا سيما أن نظرية كبار آسيا قد أسقطت بالجملة في بطولة آسيا وغرقت فيها اليابان وكوريا وإيران وأستراليا والسعودية ، وبزغ بها نجم الأردن وقطر وأوزبكستان ودول أخرى ستتألق في مناسبات أخرى ولابد أن يحصل لها ذلك وهذه من حسنات البطولة، والمهم أين نحن من تلك المتغيرات وما هي الفائدة المرجوة من خروجنا مبكراً من هذه البطولة.
أجزم أننا اليوم بحاجة الى مراجعة حقيقية علمية وليس استعراضية بإلقاء التهم على الإعلام والجمهور والسوشيال ميديا فقط، فقد استهلكنا كل ذلك على أعلى المستويات وينبغي الكف منه ومن تداعيات المؤتمر الصحفي المشؤوم ونرفزة كاساس والمترجم المبالغ فيها وردة الفعل المتشنجة التي انعكست على الرأي العام، ما نحتاجه جلسة كبيرة للتنقية وصفاء الأجواء لا يخوضها اتحاد الكرة بمفرده بل تخص الأسرة الرياضية عموماً طالما كان المنتخب باسم العراق وينال كل هذه الشهرة والتميز الحكومي الجماهيري فنحن أحوج ما نكون لجلسة تريح أعصابنا وتخطيط سليم يقدم لنا حلول المستقبل بسلة واحدة.