بقلم: كمال فتاح حيدر ..
تسبب الصراع البحري في باب المندب حتى الآن بنكبة غير مسبوقة في الدورة الزمنية لرحلات ناقلات النفط العملاقة من 58% إلى 129% تأثرت بها الملاحة الدولية عبر مسالكها الرئيسية بين الهند وأوروبا، وبين الشرق الأوسط وأوروبا كنتيجة متوقعة للقرارات الغبية التي تبنتها الولايات المتحدة بذريعة حماية السفن المتوجهة إلى إسرائيل ما أدى إلى الإبقاء على ميناء إيلات معطلا منذ بداية الغارات الحوثية، ولم تنجح أساطيلهم الحربية حتى اللحظة في فك الحصار عن الميناء الذي ظل مهجورا. .
اما بخصوص الموانئ الاوروبية والشرق اوسطية فلم تصل سفن الحاويات إلى وجهتها في التوقيتات المعتادة، وتأخرت كثيرا عن مواعيدها المقررة. ناهيك عن ارتفاع تكاليف النقل، وارتفاع أسعار السلع والبضائع، ورافقتها زيادات غير متوقعة في مؤشرات التضخم، وارتفاع ملحوظ في أسعار النفط نتيجة لهذا التوتر، حيث وصلت أسعار خام برنت إلى 80 دولاراً (73.12 يورو). وذلك لأن البحر الأحمر يمثل 12% من تجارة النفط العالمية، و 8% من الغاز الطبيعي المسال. .
اما الخسائر التي تكبدتها السفن الحربية والتي تعرضت لإصابات صاروخية مباشرة فلم تتحدث عنها القيادة المشتركة حتى الآن، الأمر الذي اضطرّهم لطلب النجدة من الأسطول اليوناني الذي ستناط به مهمة تنفيذ خطة تدعى: (أسبيديس)، وتعني: (الدرع) بميزانية تقدر بنحو 8 ملايين دولار شهريا. ويشترك قادة الأساطيل الآن بإعداد خطة جديدة لقواعد الاشتباك، وإعادة تشكيل القوتين البحرية والجوية اللتين ستتوليان تنفيذ دوريات في البحر الأحمر وخليج عدن. بمعنى انهم مقبلون على المزيد من الخسائر والنفقات من دون ان يحققوا تقدما ملموسا في الحد من ضراوة الهجمات الحوثية على السفن التجارية المتوجهة إلى الموانئ الاسرائيلية عبر البحر الأحمر وبحر العرب. وقد اصدرت شركات الشحن تعليمات لسفنها بالإبحار حول قارة إفريقيا في طريق أطول وأكثر كلفة، ومنها على سبيل المثال شركات: (سي.إتش روبنسون)، و (سي.إم.إيه-سي.جي.إم)، و (يوروناف)، و (إيفرغرين)، و(فرونت لاين)، و (غرام كار كاريرز)، و (هافنيا)، و (هاباغ لويد)، و (إتش.إم.إم)، و (هوغ أوتولاينرز)، و (كلافينيس كومبينيشن كاريرز)، و (كونيه+ناغل)، و (ميرسك)، و (إم.إس.سي)، و (نيبون يوسن)، و (أوشن نتورك إكسبرس)، و (أورينت أوفرسيز كونتينر لاين)، و (تيلويند شيبينج لاينز)، و (تورم)، و (ولينيوس فيلهلمسن)، و (يانغ مينغ). .
من كان يصدق ان هذه الشركات الكبرى خسرت كل شيء، وتعثرت حساباتها ، وتحملت الأضرار الفادحة، بينما بامكانها الضغط على امريكا واسرائيل من اجل وقف اطلاق النار على غزة، والضغط على السيسي من اجل فتح معبر رفح والسماح بدخول المساعدات. .
ولك ان تتصور حجم الأضرار الفادحة التي لحقت بقناة السويس والتي لم يفصح عنها السيسي حتى الآن. .