بقلم: كمال فتاح حيدر ..
عندما نرتاب من تحركات المكسيكي (عبد الفتاح) فان مبعث الارتياب قائم على الصورة المريبة التي رسمها السيسي نفسه منذ سنوات. فهو الذي تفاخر بإغراق أنفاق غزة بمياه البحر، وهو الذي كان يحذر إسرائيل من نشاطات رجال المقاومة في غزة، وهو الذي اغلق بوابات معبر رفح والمعابر الأخرى بوجه سكان القطاع، وهو الذي حرمهم من الغذاء والدواء والماء والوقود، وهو الذي رفض الانصياع لتوسلات جو بايدن بفتح المعبر، وهو الذي امر قروده بسرقة المساعدات المرسلة إلى غزة، وهو الذي أمر شيخ المهربين (إبراهيم العرجاني) بفرض الرسوم والإتاوات على الأفراد والشاحنات، وهو الذي دق الأسافين وأقام الجدران المانعة والمصدات الرادعة حول سكان غزة وأحكم عليهم الأسوار. وهو الذي اشرف بنفسه على تسيير الرحلات البحرية المكوكية لنقل المؤن ومستلزمات الدعم اللوجستي من الموانئ المصرية إلى الموانئ الإسرائيلية. وهو الذي تصدى للطائرات اليمانية المسيرة وأسقطها فوق سيناء قبل وصولها إلى ميناء إيلات. وهو الذي تنازل عن حصص الشعب المصري من مياه النيل لصالح أصدقاء إسرائيل في إثيوبيا، وهو الذي منع المظاهرات الجماهيرية الداعمة لغزة في عموم الديار المصرية، وهو الذي سخر أبواقه الإعلامية للنيل من المقاومة والتحريض عليها، وهو الذي قال عنه الصهاينة انه اكثر صهينة منهم. وهو الذي تبنى مشروع تجويع الشعب المصري وتخفيض قيمة الجنيه مقابل الدولار لكي يشغل الناس في البحث عن لقمة العيش، ويلهيهم عن القضايا الوطنية والإقليمية. وهو الذي سمح لجيوش العدو بالتحرك نحو محور فيلادلفيا، ولم يحتج على قصفهم لمدينة رفح. .
وبالتالي يحق لنا ان نقلق ونضع أيدينا على قلوبنا، ونرتاب من تحركات أسراب دباباته نحو غزة، ذلك لأنها لم تتحرك إلا بأمر من نتنياهو وبموافقته، ولم تتحرك إلا لتنفيذ خطة مشتركة، متفق عليها مع العدو، وتصب في مصلحة تل أبيب. .
فاذا كانت فيالق السيسي عقد العزم على خوض الحرب، فمن هي الجهة التي سيحاربها السيسي ؟. هل سيخوض الحرب ضد صديقه نتنياهو ؟. أم يخوضها ضد المقاومة المسلحة ؟. أم ان قطعاته تحركت لكي تكون هدفا لجيش نتنياهو وطعما لإغراء الجيش الاسرائيلي بالتوغل في سيناء والاستيلاء عليها ؟. .
لسنا على علم بأهداف وغايات تلك التحركات المشكوك فيها لكننا متيقنين تماماً انها جاءت لتقلب الموازين، وتدعم الموقف الحربي الاسرائيلي، وتنفذ الفصل الأخير من مسرحية الإبادة الجماعية بأعذار ومبررات ومسوغات تمويهية، وبسيناريو مصمم لذر الرماد في العيون. فالمصلحة واحدة. والأهداف واحدة. والنوايا واحدة. فخذوا حذركم من تحركات هذا المكسيكي الموالي لإسرائيل . .