بقلم : أياد السماوي ..
الجهاد في سبيل الله وفي سبيل الوطن ، عمل لا يستحق فيه المجاهد غير الأجر والثواب والمنزلة الرفيعة عند الله سبحانه وتعالى ، وقد وعد سبحانه المجاهدين بالجنّة بقوله ( إنّ الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأنّ لهم الجنّة ) ، فالجنّة هي أجر المجاهدين ، ولا أجر أو ثمن لهم في الدنيا على جهادهم في سبيل الله والوطن .. فلا تطالبني بثمن لأنّك جاهدت في سبيل وطنك ودينك وعقيدتك ، والمجاهد الذي يتحوّل إلى مليونير أو ملياردير ليس بمجاهد ، كم مجاهد تحوّل بعد داعش من مواطن بسيط إلى شخص يملك مئات الملايين من الدولارات والعقارات والسيارات الفارهة ؟ وكم مجاهد اعطى حياته في سبيل الله والوطن وغادر الدنيا ولا يملك دار سكن لعائلته وأبناءه ؟ أمّا حين يكون الجهاد بابا للمال والثروة فهذا ليس بجهاد .. اسألكم بالله من منكم مثل جمال وقاسم وعماد والآلاف الذين قدّموا أرواحهم قربانا في سبيل دينهم وعقيدتهم وأوطانهم ؟؟ وهل الجهاد في سبيل الله ينحصر فقط بمن يحمل السلاح ؟ أليست الكلمة هي جهاد في سبيل الله ؟ أوليست كلمة الحق في حضرة سلطان جائر هي أعظم الشهادات عند الله ؟ ..
وحين يتحوّل المجاهد إلى قائد سياسي ويتزّعم حزبا أو كتلة سياسية ، فهل يسقط حق الآخرين في انتقاد أداءه السياسي ؟ فكيف إذا كان هذا القائد السياسي قد اعترف بنفسه وأمام الرأي العام بفشله وتقصيره بحق الشعب وطلب من شعبه مسامحته على تقصيره ؟ فهل يجوز لهذا القائد بعد هذا الاعتراف أن يعود للخطأ والخطيئة بحق شعبه ؟؟ ولماذا هذه الحساسية المفرطة من النقد البنّاء ؟ وما هي الشتيمة حين تقول لهذا القائد أنّك فاشل سياسيا ولم تعد تصلح للعمل السياسي ؟ وليعلم كلّ المجاهدين أنّ طريق الجهاد لا يلتقي قط مع طريق الثروة والمال والصفقات ، ولو كان جمال وقاسم يبحثون عن المال والثروة والسلطة ، لما ارتقوا إلى هذه المنزلة الرفيعة عند الله .. والسياسي الذي لا يتحمّل منتقدي أداءه السياسي عليه أن يعتزل العمل السياسي ويجلس في بيته ..
أياد السماوي
في ١٨ / ٢ / ٢٠٢٤