بقلم : جعفر العلوجي ..
صار من البديهيات العلمية أن فن الإدارة هو عصب الحياة والنجاح للمشاريع ولا يعني التألق والنجاح في فن وموهبة أنه ينسحب بالضرورة على ميدان الإدارة وهو ما لمسناه جليا في ميدان الرياضة ومؤسساتها العاملة بشكل عام، فهناك من الأساليب والوسائل والتنوع في العمل الإداري الذي يرتبط بالضرورة بنهج الإنسان الشيء الكثير الذي لا يدركه وربما لا يفقهه أهل المهنة في ميدانهم الرياضي، وشاهد القول هو علامات الاستغراب والتعجب التي أثارها البعض حول المكافأة المرصودة من اللجنة الأولمبية الوطنية العراقية عبر رئيسها الدكتور عقيل مفتن لكل بطل رياضي يتمكن من كسر النحس الذي جثم على صدر ألعابنا في ميدان البطولات الأولمبية وبالتالي يتمكن من الحصول على وسام أولمبي باسم العراق، وقد أطلق البعض العنان لمخيلتهم وراحوا يصوغون حكايات واتهامات وتحليلات غريبة وغير واقعية عن فحوى المكافأة وامكانية استثمارها لتطوير الأندية والبنى التحتية وغيرها من الصياغات التي لا تعني اللجنة الأولمبية من قريب أو بعيد، ومن أجل الإيضاح أكثر وعدم تعكير صفوها نجد أن الدكتور مفتن وهو خبير إداري ومالي لديه صورة ودراية ومسار آخر نحو تحقيق هذا الهدف وبالتأكيد لم يولد من فراغ، مع ذلك قد يتعرض المسؤول في كل يوم عمل لمواقف تفرض عليه استخدام أي من الأنماط السابقة فمن الممكن أن يتبع النمط الإداري الناعم والذي حتما يساعده على احتواء الشخص الآخر ويدفع إلى إشاعة جو من الأريحية والإيجابية التي تؤدي إلى تحقيق الأهداف والمهام الموكلة إليه ومن يعمل معهم على أنهم أدوات النجاح في رياضة الإنجاز بسلاسة وذلك من خلال التعزيز والتمكين والتفويض وفتح آفاق المستقبل لتطلعات مشروعة جدا.
من الجانب الآخر قد يضطر لاستخدام النمط الخشن والذي قد يصل لمرحلة الرفض والتغيير في الأسلوب النمطي مع الطرف الآخر في حال كان هناك تأخر أو تلكؤ في الإنجاز والعمل وعدم الاهتمام وهنا يتوجب عليه أن يلجأ لعدد من الأساليب منها الترغيب والمكافأة ومنها العقاب والحرمان، وحتما لا بد له من تكثيف وتركيز جهوده على المتابعة والتوجيه وأيضا لا بد له من العمل على إحداث تغيير جذري في سلوك موقع العمل ومن يرتبط به لتلافي أية نتائج غير محببة.
ومما لا يعلمه البعض أن الأساليب الحديثة التي بادر بها الدكتور مفتن تأتي أولا حول البيئة التنظيمية وآليات المراقبة والمتابعة والتقييم والمكافأة والتحفيز والعمل على إدماج العاملين جميعا بالعمل الجماعي الايجابي كذلك تفعيل الإجراءات المناسبة بين الحلول التي تخص الإدارة الناعمة والإدارة الخشنة وبما يكفل لها الاستدامة وتحقيق أهدافها المشروعة بما هو متوافر او ما يمكن الحصول عليه بأساليب حديثة.