بقلم: كمال فتاح حيدر ..
بغض النظر عن التصريحات السيساوية المتظاهرة برفض استقبال الفلسطينيين في سيناء. فإن واقع الحال تتحدث عنه التقارير الدولية، وتؤكده صور السياج الأمني الذي شيدته مصر لاستضافة النازحين من غزة في الوقت الذي تواصل فيه حظائر القطعان زحفها البري لحشر الناس في رفح، حتى بلغ تعدادهم هناك بنحو 1.5 مليون تقريباً، وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال: إن المجمع السكني المسوّر، الذي تبلغ مساحته ثمانية أميال مربعة يمثل خطة الطوارئ المهيأة لاستيعاب الفلسطينيين، الذين تحدثت عنهم حكومة القطعان اليمينية المتطرفة بكل صراحة، عندما أعلنت عن عزمها تهجيرهم قسراً من غزة، فأمرت السيسي بإنشاء مخيمات معزولة ومحاطة بأسوار مانعة، لا تسمح بعودتهم ثانية إلى ديارهم. .
ففي آخر خطابات لبايدن في البيت الأبيض، وكان بجانبه ملك الأردن وعقيلته، تحدث بصيغة الجماعة عندما قال: نحن اتفقنا على تنفيذ العمليات العسكرية في رفح، وكلمة (نحن) جاءت بوجود الملك وزوجته. وهو هنا يشير إلى اشتراك السيسي وعبدالله الثاني في خدمة سايس القطعان لتهجير الفلسطينيين من غزة، واحتجازهم في مخيمات ومعتقلات شيدت لهذا الغرض في كل من سيناء والاردن. وكانت مواقف الحكومتين الأردنية والمصرية الداعمة للقطعان واضحة جداً ولا تحتاج إلى تفسير أو برهان، فالقوافل البحرية والبرية تواصل تحركاتها ذهابا وإيابا لنقل المؤن والخدمات اللوجستية بلا توقف. .
وهنا لابد من وقفة وطنية نشيد بها بموقف الشعبين الأردني والمصري. الذين لا يعرفون الخيانة، ولا ينامون على الذل، وقد عبروا مراراً وتكراراً في اكثر من مناسبة عن رفضهم لسلوك حكوماتهم المتواطئة مع العدو، فلهم منا كل الحب والتقدير والاحترام. .
واستكمالا لما تقدم كان وزير مالية القطعان (سموتريتش) يطالب حكومته بتهجير عرب غزة إلى دول العالم، واصفاً ذلك بالحل (الإنساني) الصحيح. بينما واصلت حكومته مساعيها نحو تحقيق هدفها المتمثل في إخلاء سكان غزة باستخدام القوة العسكرية المفرطة، وحرمانهم من المساعدات الإنسانية من أجل إحداث مجاعة جماعية، ومن اجل نشر الأمراض على نطاق واسع. وقد بلغ هذا الكلام ذروته في الهجوم البري الوشيك على رفح، التي أعلن المسؤولون القطعانيون ذات يوم أنها منطقة آمنة للسكان الفلسطينيين. وتجري التسهيلات الآن لنقلهم إلى سيناء. وكان رئيس وكالة المخابرات المركزية وليام بيرنز في القاهرة لمناقشة مشروع التهجير القسري. .
وللحديث بقية. .