بقلم: كمال فتاح حيدر ..
تطور جديد من نتاج تداعيات الحرب على غزة، فبدلا من الاستجابة لنداءات شعوب الأرض بوقف الحرب، واصل زعماء القارة العجوز دعمهم اللامحدود لمركز الطغيان والانفلات في الشرق الأوسط، فحشدوا أساطيلهم على دفعتين، كانت الدفعة الاولى بعمليات (حارس الازدهار)، ثم جاءت الدفعة الثانية بعمليات Aspides (الدرع). فتحول باب المندب إلى حوض ملتهب ومكتظ بالسفن الحربية. .
كان بأمكانهم تجاوز تهديدات الملاحة في البحر الأحمر بكلمة واحدة يعلنون فيها وقف إطلاق النار في غزة. لكنهم ساروا بالاتجاه المغلوط، فتوقف ميناء إيلات (أم الرشراش)، وفقدت قناة السويس 40% من إيراداتها. وتعرضت عشرات السفن للغرق، وتغيرت مسارات خطوط الشحن البحري، وتعثرت سلاسل التوريد وتعطلت الخدمات اللوجستية. وها نحن نقف اليوم امام معضلة جديدة تهدد خطوط الاتصالات الدولية بين القارتين. .
فقد اشارت الوكالات إلى احتمال تضرر أربعة كابلات مغمورة تحت الماء قبالة سواحل اليمن. هي:
- AAE-1
- Seacom
- وEurope India Gateway
- وأنظمة TGN
على الرغم من أن Seacom و TGN هما في الواقع نظام واحد تديره Seacom و Tata Communications. .
وذكرت الوكالات أيضاً: أن الأضرار التي لحقت بالكابلات كانت نتيجة لهجمات الحوثيون. .
تشير تقارير Globes أن إصلاحها قد يستغرق ثمانية أسابيع او أكثر. وأكدت شركة مراقبة الإنترنت NetBlocks أن خدمات الإنترنت في جيبوتي تعطلت. وقالت الشركة على موقع X : (تظهر المقاييس انقطاعاً في الاتصال بالشبكة في مركز بيانات جيبوتي الذي يربط المحطات الأرضية هناك). في حين أكدت شركة Seacom أنها تواجه مشكلات في الكابلات، لكنها لم تصل إلى حد توجيه اللوم إلى الحوثيين. وقالت أيضاً إنها عانت من انقطاع في نظام Seacom/TGN، وأخبرت ITWeb Africa بأن الانقطاع يؤثر على جزء الكابل الذي يمتد من مومباسا (كينيا) إلى الزعفرانة في (مصر). لكنها غير قادرة على تأكيد سبب العطل. وتعمل الآن على تقييم جدوى الإصلاح في المنطقة. سيما إن موقع الانقطاع مهم جداً بسبب حساسيته الجيوسياسية والتوترات المستمرة، مما يجعله بيئة مليئة بالتحديات لعمليات الصيانة والإصلاح. .
من خلال ما تقدم يتضح لنا عدم وجود تأكيدات موثقة حول تورط الحوثيين بعمليات استهدفت الكابلات المغمورة تحت الماء، وان قطّعها او اتلافها يدخل ضمن الاحتمالات والتوقعات المحسوبة، والتي لا يمكن استبعادها او تجاهلها، فلكل فعل ردة فعل والحرب سجال. .