بقلم : إياد الإمارة ..
قبل وفي زمن القيم القديم -ولا أقصد بذلك النظام السابق “حتماً”- الزمن الذي أعنيه هو الزمن:
الذي لم يحكمنا فيه أُمي بدائي متخلف دموي مثل عزة الدوري وعلي حسن المجيد ووطبان إبراهيم الحسن، أو طائفي ملعون مثل عبد السلام عارف، أو عقدي فاشل مثل عبد الكريم قاسم ..
الزمن الذي لم يتسلط علينا فيه رجل بدائي مخبول مغرور أرعن يُدار على الوزارات كما تدار “الكذا” بين “الكذا” ويسمون ذلك سياسة!
الزمن الذي لا يوضع فيه بدائي مزور بشهادة شبه “كلك” وزيراً للتربية ومنصب ثاني رفيع ويسمون ذلك إستحقاقاً!
الزمن الذي لا يكون فيه عادل عبد المهدي ومصطفى الكاظمي رؤوساء حكومات!
زمن القيم غير هذه الأزمنة السوداء على الإطلاق ..
في زمن القيم الذي أعنيه لا يُقال لأي:
- لص
- ومزور
- وكذاب
بأنه حاذق، رجل، شجاع، سياسي، شيخ، مُحترم، وإنما يُقال له:
أنتَ لص أو مزور أو كذاب، ولستَ حاذقاً، لستَ رجلاً، لستَ شجاعاً، لستَ سياسياً، لستَ شيخاً، لستَ محترماً.
لماذا خُلِعَ الحلبوسي من منصبه؟
لماذا أُقصي هذا الشيء عن رئاسة مجلس النواب؟
شنو: عداوات؟
لو: شكله مو حلو؟
لو: تغيير وجوه؟
لو: شنو؟
أي غير نفتهم؟
مو اكو قرار محكمة وأدانه بتهمة تُوجب خروجه من منصبه ولم يعد رئيساً؟
هيچ الشغلة لو مو هيچ؟
يعني الحلبوسي مُدان لو مو مُدان؟
لو آخر السهرة يگولون: الكاميرا الخفية مع رامز جلال!
على گولة إياد علاوي: والله ما أدري ..
الحلبوسي يفتر ويزور ويُستقبل بحفاوة من قبل الأغلبية و”الأغلبية” صامتة وكأن على رؤوسها الطير!
هذا الأمر لا يحدث إلا في العراق وفي هذه الأزمنة السوداء تحديداً، وإلا شخص مثل الحلبوسي مُدان ومخلوع كون يبقى بالبيت وما يطلع لأن كون يستحي يطلع، واذا طلع الناس تخلي طينته بخده، ومحد يستقبله ولا حتى يرد عليه السلام.
هذا المفروض ما يحصل لكن واقع ما يحصل في العراق مرير جداً ..
ولا غرابة.
أنا لا استغرب بعد من عودة البعث مرة أخرى ..
ولماذا أستغرب؟
ولماذا لا يعود البعث؟
ما الذي يمنعه؟
وكيف يمنعه؟
علماً إن البعث موجودٌ وبصحة جيدة وهو بيننا يتنعم بالإمتيازات كافة ..
البعث الذي تم إجتثاثه لو بقي البعث نفسه لأجتثه هو ولا يبقيه أبداً ..
الذين أجتثوا بتهمة البعث ليسوا بعثيين بالمعنى الذي نخافه ونخشاه ومَن نخافهم ونخشاهم من البعثيين في قلب السلطة ..
الذين أجتثوا بتهمة البعث “ما عدهم ظهر ديني أو ظهر سياسي” ومَن لديه ظهر من البعثيين موجود ويُحاسِب أهل العقيدة والجهاد ويُعين بدرجة محترمة في وزارة الخارجية العراقية الجديدة بفتوى دينية ..
الذين تم إجتثاثهم من البعثيين ولد الخايبة بكل مكان وبكل زمان:
من غير المؤمنين بالبعث، ومن الذين أُرغموا لأن يكونوا بعثيين ولم يرتكبوا أي جرم، ومن الذين ماتوا جوعاً وعطشا ..
هؤلاء ومَن لف لفهم هم الذين شملهم الإجتثاث ولم يشملهم البعث في أي يوم من الأيام!
وأما أشرار البعث وشذاذه والقتلة فيه فهؤلاء شملتهم التزكيات (الدينية والسياسية) وهم في بحبوحة من العيش كما كانوا من قبل في بحبوحة البعث ..
البعث الذي “يتقدم” كل يوم خطوة إلى الأمام وهو في “تقدم” مستمر يفتك بالعراقيين ولا من رقيب ولا من حسيب و “هلهولة” للبعث الصامد!
١ آذار ٢٠٢٤