بقلم: كمال فتاح حيدر ..
ظلت علامات الشك والاستفهام تحوم حول المتمشيخ (بسّام جرار)، وباتت انتماءاته تثير شكوك وتساؤلات المتابعين داخل فلسطين وخارجها: هل هو مسلم أم يهودي ؟. هل هو عربي أم غير عربي ؟. هل هو من عناصر الموساد أو الشاباك أو السيانيم أو الخياليم ؟. ما الذي يريده بالضبط، وما الذي يسعى اليه في خطاباته المريبة ؟. .
فعلى الرغم من كل الكوارث والمجازر التي ارتكبها الصهاينة أمام منزله. وعلى الرغم من كل المآسي والمصائب والأحزان والويلات التي مرت بأهل غزة، ظل هذا (الجرار) يسعى لتشغيل مضخات الدفع الطائفي، ويعمل ليل نهار لإذكاء نيران الفتنة المذهبية، وكأنه مكلف بمهمة رسمية تصب في مصلحة بن غفير، وتتناغم مع توجهاته الموتورة. .
كنت أتوقع ان يغير (جرار) لهجته الطائفية ولو مؤقتا تضامنا مع ضحايا الحرب على غزة، لكنه عاد لتفعيلها بمدافعة الموجهة ضد الفرق الإسلامية الأخرى التي لا وجود لها في فلسطين، لا في شمالها ولا في جنوبها. فهل هذا هو الوقت المناسب لتكرار الحديث عن مواضيع تافهة لا علاقة لها بالشأن الفلسطيني في هذه المرحلة الدموية الصعبة ؟. .
تتفاعل شعوب العالم من حولنا مع احداث غزة، ويتألمون لحصاد أرواح الأبرياء في حملات الابادة الجماعية. حتى مذيعة الـ CNN كانت تتساءل صباح اليوم عن المذبحة التي وقعت أثناء توزيع الطحين: هل ستكون نقطة فارقة في هذه الحرب ؟. أم سوف تتكرر بهذا العنف كل يوم ؟. . في اليابان التي تبعد 9000 كيلومترا عن فلسطين، خرج الناس في الساحات والشوارع لإعلان تضامنهم مع الجياع في غزة، وفي نيكاراغوا تقدمت الحكومة بشكوى رسمية في محكمة العدل الدولية ضد ألمانيا بسبب منحها كميات هائلة من السلاح والذخيرة إلى الكيان الغاصب، وبسبب تورطها في قتل الأطفال وتدمير المستشفيات، في حين واصل (الجرار) الثرثار حديثه الممل عن الفرقة الإباضية في الإسلام، والفرقة الإسماعيلية والزيدية والمعتزلة وبقية الفرق الأخرى. وهذا دليل على ان الرجل يؤدي دوره التحريضي على الوجه الأكمل نزولا عند رغبات سموتريش ورهطه. .
كلمة اخيرة: فضحتهم غزة، وأخزت كل المنافقين، وكشفت انتماءاتم وأكاذيبهم، ولكن نرجع ونقول. . لقد اسمعت لو ناديت ذا كرامة، ولكن لا كرامة لمن تنادي. . .