بقلم: كمال فتاح حيدر ..
ربما هي من علامات آخر الزمان. فقد ظهر علينا شيخ المنافقين (خالد الجندي) على قناة (dmc) ليدلي بتصريح عجيب باللهجة العامية. تصريح مثير للجدل. خارج حدود العقل والمنطق، وخارج حدود الأدب والأخلاق. قال فيه: (امبارح بقى عرفنا الباسورد، زي ما يقولوه. عرفنا السر: ان الرئيس عبد الفتاح السيسي له قناة مفتوحة مع الله سبحانه وتعالى، له خط موصول مع الله سبحانه وتعالى، ده عرفناه إمبارح، أنا مش هكلمك عن لغته وهو بيتكلم لغة عفوية، اللغة كلها تسليم وعقيدة وإيمان وتوقير لله، كل لغته كده، ده مش تمثيل ولا أداء، ده تلقائية صادقة، نصدق فيه، احنا الحقيقة بنصدقه فيها، بفضل الله عز وجل). .
ثم جاءت تصريحات المتمشيخ الآخر (اسامة الأزهري) ليرفع رئيس الدولة المصرية إلى مصاف الرسل والأنبياء، بقوله: (ان صلة السيسي بربه معمورة). .
تذكرني مواقف هذه الشرذمة التي اختارت السير في دروب التزلف والنفاق. تذكرني بالمثل الدارج (أول القصيدة كفر) والذي له علاقة بملوك وسلاطين الدولة المصرية في القرون الماضية، ففي عصر الدولة الفاطمية وقف الشاعر (ابن هاني الأندلسي) في بلاط المعز لدين الله، ومدحه بهذه الأبيات التي حطم فيها الأرقام القياسية وقتذاك في مضمار التمسح بأذيال الأمراء والسلاطين. متجاوزا كل الحدود والقيود، بقوله:
ما شئت لا ما شاءت الأقدار
فاحكم فأنت الواحد القهار
وكأنما أنت النبي محمد
وكأنما أنصارك الأنصار
لكن (خالد الجندي) ورفيقه (اسامة الأزهري) كسرا الأرقام التي حققها ابن هاني الأندلسي في قاهرة المعز، وتوصلا إلى اكتشاف (الباسورد) الذي يستخدمه السيسي في التخاطب والتخاطر الكوني المباشر الذي يتجاوز فيه حدود النجوم والكواكب والمدارات والمجرات. .
فإذا كان السيسي يمتلك مفاتيح التواصل الكونية، ولديه قنوات مفتوحة مع السماء السابعة، فما الذي يمنعه من فتح بوابة معبر رفح ؟. وما الذي يمنعه من السماح للشاحنات بنقل المساعدات إلى البطون الجائعة والأجساد الخاوية ؟، وإذا كان يمتلك هذه القدرات الخارقة فلماذا هبطت قيمة العملة المصرية على يده حتى وصلت إلى الحضيض ؟. ولماذا ارتفعت أسعار اللحوم والدواجن والبيض والسمك والخبز والرز حتى طفح الكيل بالشعب المصري ؟، ولماذا هبطت مناسيب النيل في زمنه ؟. وما الذي يمنعه من استخدام هذا الباسورد لإنعاش الحالة الاقتصادية المتردية التي تعيشها مصر في زمن هذا الزعيم الخارق الحارق ؟. .