بقلم: كمال فتاح حيدر ..
كنا نظن ان رجال الامة العربية من أقصاها إلى أدناها سينتفضون ويتفجرون بالغضب بعد سماعهم خبر اغتصاب أخواتهم الراقدات في مستشفى الشفاء. وكنا نظن ان المسلمين لن يناموا ليلتهم تلك، لكنهم اعتادوا الذل والهوان وآثروا الصمت والخذلان. .
هل تعلمون انهم أمروها بخلع ملابسها، وبدأوا بضربها. قالت لهم: أنا حامل بالشهر الخامس، فبصقوا عليها، واستمروا بضربها بعنف. ثم أخرجوا جميع من كان في الردهة ما عدا السيدة الحامل، سحبوها أمام زوجها وأطفالها، جردوها من ثيابها واغتصبوها كلهم الواحد بعد الآخر، حتى لفظت انفاسها الأخيرة، وأمروا الرجال بعدم إغماض أعينهم، وإلا سيطلقون عليهم النار. .
فيا قادة الأمة، ويا مشايخ الأمر المعروف، يا من تؤمنون بالعدل والإنصاف. يا شعب مصر العظيم، ويا شعب الأردن النشامى من شتى الأصول والقبائل. لقد انتهك جنود الصهاينة أعراضكم في شهر رمضان وعلى رؤوس الأشهاد، وتجاوزوا كل المحرمات، فماذا أنتم فاعلون ؟. .
اين العرب العاربة والعرب المستعربة ؟. اين المتأسلمين والمتأسلفين ؟. اين شهامتكم وبسالتكم ونخوتكم ورجولتكم وخصالكم النبيلة ؟. هل وصل بكم الذل إلى التغافل عن هذا العار الذي لحق بكم جميعاً ؟. حسبنا الله ونعم الوكيل. .
ذكرتني هذه الجريمة البشعة بموقف (جولدا مائير) بعد إحراق المسجد الأقصى حينما قالت: عندما احرقنا القدس لم انم تلك الليلة، توقعت ان يزحف علينا العرب من كل حدب وصوب. ولما بزغت شمس الصباح ايقنت انهم امة نائمة. .
يعلم المسلمون كافة ان صلاة التراويح من شعائر رمضان لكنها ليست من السنن الواجبة. ويعلمون أيضاً ان الجهاد فريضة واجبة، وان مقاومة المحتل فريضة واجبة، وان نصرة المظلوم فريضة واجبة، لكنهم تركوا الواجبات والموجبات واختاروا الجهاد بالسنن نزولا عند رغبات مفتي الموساد (الحاخام هشام البيلي). .
على الأرض العربية صهاينة مدججين بالسلاح يتسلون بقتل المدنيين الجياع، وبين الخيام قاصرات يتعرضن للأغتصاب تحت التعذيب. بينما يواصل السيسي حصاره عليهم. لم نشهد مثل هذا الذل والخذلان من قبل، فنحن نعيش في أحلك حقبة مرت علينا. جيوش عربية جرارة لكنها بلا مروءة. وقادة يزينون صدورهم بالأوسمة والنياشين لكنهم صاروا علامة فارقة في الجبن. أصبحنا نعيش في عالم مرعب موحش بعيد كل البعد عن الإنسانية وعن الأخلاق. .
قبل ان نختتم هذه المقالة. اعلموا ان ما يجري في غزة من قتل وتشريد وتجوبع وسلب للحريات وطمس للمعالم ونزع للكرامة لن يمر من دون عقاب إلهي. وإعلموا بأن عقاب أحفاد البغال والخنازير آت لا محالة. سوف لن يرحمهم الشجر والحجر. فيا ويلهم ويا ويلهم ويا ويل من ساندهم من غضب المنتقم الجبار. .