بقلم: كمال فتاح حيدر ..
ظهرت عورات إسرائيل على حقيقتها بعد الطوفان الأخير. وأدركت شعوب الارض انها دويلة مختلة عقليا وسياسيا واخلاقيا. دويلة ليست طبيعية وغير متزنة. فقادتها ليسوا أسوياء، ينبغي خضوعهم للعلاج في مستشفيات الامراض العقلية. ما يفعلونه الآن هو الجنون بعينه. جنودهم مختلون عقليا. لا يتورعون عن ارتكاب ابشع المجازر ضد الأطفال والنساء. جرائمهم تفوق كل التصورات، ولا تخطر على بال القبائل الهمجية المتوحشة. .
لا شك انهم يخوضون الآن حربهم الأخيرة التي لا حرب بعدها في كل المقاييس. فقد أظهرت نتائج القصف العشوائي طبيعتهم الشريرة. العالم كله يحتقرهم ويشعر بالقرف والاشمئزاز من تماديهم في تسويق اكذوبة معاداة السامية، وأكذوبة الدفاع عن النفس. .
لا يملك الفلسطينيون دفاعات جوية تحميهم من ضراوة الغارات، وليست لديهم ملاجئ يلوذون فيها. حتى المساعدات الشحيحة المرسلة اليهم بالمظلات المثقوبة كانت تسقط فوق رؤوسهم كما القنابل فتقتلهم بسبب عطل المظلات. .
اصبحت غزة الآن نقطة التحول في الحد من غطرسة الإمبريالية الامريكية، ونقطة تحول محورية في التاريخ البشري، فقد شهدت الحرب عليها ضموراً اخلاقياً وسلوكاً منحرفاً في السياسات الدولية. يعود الفضل في هذا التحول إلى الشعب الصامد الذي الحق الخزي والعار بكل المنظمات التي كانت تتظاهر بشعارات العدل والإنصاف والمساواة. الشعب الذي أثبت ان الولايات المتحدة الأمريكية دولة مجرمة منافقة ترعى الفجور والارهاب. دولة لا علاقة لها بالديمقراطية ولا بالإنسانية، ولا ينبغي ان تتباهى بتمثال الحرية، لأنها هي التي تدعم حرب الابادة وتموّل حملات التطهير العرقي، وتشرف على تسليح دواعشها وتوجيههم لقتل الأبرياء بالجملة. ألا ترون ان عمليات الدواعش تقتصر فقط على مهاجمة أعداء امريكا، وتشترك معها في الإطاحة بكل الحكومات الديمقراطية حول العالم ؟. .
سوف تتغير المفاهيم والقواعد السياسية، وسوف تتبدل التشريعات الدولية بعد غزة، وسوف تتخذ شعوب الارض قرارها النهائي في مقاطعة أمريكا، ورفض التعامل معها، وفي اطلاق صفة (الكيان المنبوذ) على كيان العصابات الصهيونية الضالعة في الإحرام. .
وسوف يكون لكل حادث حديث. .