بقلم: حسين عصام ..
لا يولد المرء طاغية، إنما يصعد سلالم الطغيان خطوة خطوة وقبل كل هذا وذاك هو في حاجة إلى تربة خصبة تحتضن بذور الجبروت الخاصة به
ولعل هذا هو السبب في أن معظم الطغاة والجبابرة الذين أذلوا الشعوب طيلة هذه الفترة هم قادة عسكريين
فالجيش هو تلك المؤسسة التي تغرس في نفوس منتسبيها أنهم أعلى درجة ممن سواهم من الممدنيين تدجن عقول مجنديها الأصغر رتبة من ثم تلغيها تماماً، تفرض عليهم تقديس قادتهم توجب لهم الطاعة المطلقة وتحرم الخروج عليهم مهما كانت الأسباب والظروف الموضوعية الداعية لذلك.
هذا لا ينفي طبعاً أن المستبد قد يكون مدنياً صرفاً،
لكن الثابت في الأمر هو وجود حاضنة ملائمة من المطبلين تدور في فلكه وتتفاعل إيجاباً مع أهوائه السلطوية يعد أحد الأسباب الرئيسية لصنع الطاغية
أما الأيدولوجيات التي يتشدق بها الطغاة والجبابرة فهي في الغالب ليست لإقناع أتباعهم أو حتى أنفسهم، وإنما مجرد شكليات وبروباغاندا تساهم فقط في جعل مظهرهم يبدو لائقاً ومتحضراً أمام الآخر البعيد… هتلر مثلاً عندما استخدم الداروينية لتبرير أفعاله البربرية هو لم يكن مقتنعا فعليا
الجهل والفقر والدين هي أحدى أقوى أسلحة الطغاة في استعباد شعوبهم واذلالها، استخدم الطغاة اسلوب التلقين والتخويف والتخوين في مواجهة الحركات المستنيرة ومن تاقوا الى التحرر من الظلم والاستعباد فكانت كل الحركات والمحاولات التي بدات تظهر وتتمرد على هذا الواقع المؤلم حركات فاشلة يتم القضاء عليها بسهولة
بسلاح الدين والخيانة والجهل والفقر