بقلم : محسن الشمري ..
ليلة القدر ..
بامر من الواحد الاحد؛عاد الملاك جبرائيل(ع) إلى الارض في احدى هذه الليالي قبل 1457 هجرية ليلتقي بمحمد(ص) ويبلغه بانه مكلف بالنبوة ويوصل اليه الكلمات الاولى من الرسالة الخاتمة بعدما انقطع الملاك عن نقل الامر بتكليف إنسان بالنبوة منذ حوالي 600سنة وكان لقاءه الاخير مع النبي عيسى(ص).
سورة القدر ترسم لوحة الفرح عند اهل السماوات واحتفالهم بهذا اللقاء حيث تهيأت كل اسباب ومقدمات اللقاء عند محمد الخلوق الصادق الامين ليكون نبيا في الارض ويتلقى تعاليم الخالق القادر العادل وينشر نور الرحمة والعلم والعدل بين الناس بدون استثناء ولا تمييز وفي نفوسهم وأخبرتنا سورة القدر بأن فرحة اهل السماء في هذه الليلة تعادل عمر الناس في زماننا هذا(خير من الف شهر).
ان اسباب الاحتفال كثيرة واهمها بداية نهاية عهد تمركز الأصنام الآلهة في شتى بقاع الارض وتسللها إلى أزقة مكة وحول بيت الله العتيق والى داخل الكعبة وبداية نهاية عهد الكهنوت الذين شرعوا لأنفسهم ما ينشر الذل والهوان بين الناس وامتهان الضعفاء وتسببت قوانين هؤلاء بمحاربة الموحدين ومحاصرتهم وقتلهم وبالفتن واحتكار الثروات وعقوق الوالدين وقطع الرحم والتعدي على الجيران ودس البنات الأطفال في التراب وأشاعت الربى.
لا امان ولا طمأنينة ولا سكينة ولا محبة ولا احتفالات وكل شئ لا طعم له مهما كان مميز وجميل بدون السلام ومهما كانت اسباب اختفاء ليلة القدر بين العشر الأواخر من شهر رمضان لكن مناسبة اللقاء تستحق بأن نحتفل بها ما بقيت حياتنا ونسعى إلى تحقيق السلامة على الارض لان احتفال اهل السماء كان محددا بليلة السلام(سلاما هي حتى مطلع الفجر) وأصبحت مفردات الاحتفال متروكة لنا وممدودة إلى 1000 شهر وأكثر.
احتفال اهل السماء في هذه الليلة لان الوحي نزل إلى الارض ليعطي الاشارة ببدء المسيرة المباركة لطي صفحة من صفحات حكم الصنمية والكهنوت على الارض وبقيت المهمة على عاتق البشر لطي كل صفحة جديدة من حكم الاصنام والكهنوت.
ان السلام الذي يتوجب ان نشعر به يرتبط بالصلة والاتصال والتواصل مع انبياء ورسله اجمعين كل أيامنا وأوقاتنا وبما نزل عليهم من توحيد الواحد الاحد وترك الأصنام (الانا والكهنوت والحكام الالهة والحجر والنجوم والنار والحيوانات وغيرها).