بقلم : محمد باقر ..
أطفال بعمر الورود ذهبوا إلى مدرستهم الابتدائية في محافظة البصرة من اجل اخذ دروسهم ، كل طفل من هؤلاء الاطفال يحمل أحلام و امنيات بأن يصبح بالمستقبل طبيب لكي يعالج المرضى او ضابط لكي يحمي البلد او منهدس يُعمر ما دمرته الحروب و النزاعات السياسية ، لكن سرعان ما جاءة سيارة انحرفت من مسارها لكي ترتطم بأحلامهم وتبعثر جميع امنياتهم التي عاشوها و اردتهم جثثا مرمية على الطريق ، اعتقد في يوم الحادث كان درسهم الاخير “ايها الصفُ وداعا من صغارٍ اوفياء لا تقل إنا ابتعدنا سوف نحظى باللقاء ” وعند انتهاء الدرس رن الجرس الاخير ليذهبوا جميعا برحلة بعيدة لا عودة فيها
قد يتحمل السائق جزءً من الفاجعة لكن تتحمل الحكومة المحلية لمحافظة البصرة الجزء الأكبر منها ، بسبب عدم وضع مجسر مشاة للطلاب على الشارع السريع ، لأن اموال المشاريع هي اولى ان تذهب إلى جيوب الفاسدين و إلى تياراتهم و احزابهم و إلى ابنائهم لكي يتنعمون بها في دول الخارج ، مثل هكذا فواجع في الدول المتقدمة و الحرة و التي تؤمن بأن الشعب هو مصدر السلطات كفيلة بأسقاط نضام سياسي بالكامل ،
لكن في بلد الحضارات يكتفون بشعل الشموع في مكان الحادث والعويل و البكاء لمدة ليست ببعيدة لانها سوف تمر و تُنسى مثلها مثل فاجعة “العبارة” وقاعة الاعراس التي راح ضحيتها المئات …، عزيزي صاحب الشأن “الفاسد” و انت تضع رأسك على الوسادة في أخر اليل تذكر بأن هنالك أب يعتصر بألم فقدان ولدهِ وأبنته وخيالهم لا يفارق مخيلته وتذكر بأن حرارة قلب امهم سوف ترافقها إلى نهاية حياتها .