بقلم : هادي جلو مرعي ..
سنوات عدة مرت والحديث يتكرر عن أزمة رواتب موظفي الإقليم التي تسلم الى حكومة الإقليم من قبل وزارة المالية الإتحادية ودخل الأمر في جدل سياسي وإعلامي ونزاع قانوني خاصة بعد صدور قرارات قضائية إشترطت جملة إجراءات تقوم بها حكومة الإقليم والحكومة الإتحادية التي تواصلت من خلال تفاهمات مع حكومة الإقليم وبعثت رواتب الموظفين الخاصة بشهر آذار الماضي وهي مستحقات مالية ضرورية تسبق عيد الفطر المبارك مع ماتحمله الموظفون وأسرهم من مصاعب إقتصادية طوال سنوات.
كانت الحوارات الثنائية بين رئيس الوزراء محمد شياع السوداني ورئيس حكومة إقليم كردستان سببا في تذليل المصاعب سواء كانت سياسية أو فنية ومن خلال زيارات متبادلة تخللتها مفاوضات وفود سياسية وفنية وكان الغالب في الأمر وجود إرادة سياسية ساهمت الى حد بعيد في ترتيب الحلول التي أفضت الى قرار تسليم الرواتب التي تمهد للتهدئة وطمأنة آلاف الأسر على وضعها الإقتصادي والمعيشي وإنهاء أزمة قد تكون مؤقتة وربما كانت بحاجة الى قرارات حازمة لكي لاتتكرر وتسبب المزيد من المصاعب خاصة وإن الأمر له مساس بحياة موظفين يتقاضون مرتبات شهرية قد لاتكفيهم لتلبية متطلباتهم الحياتية اليومية، فكيف وتلك الرواتب تتأخر لشهور عدة.
مامن شك إن العلاقة بين رئيس الحكومة الإتحادية محمد شياع السوداني ورئيس حكومة الإقليم في أفضل حالاتها وهي علاقة تميزت بتفاهمات سياسية وأمنية وإقتصادية خاصة وإن ترتيبات تشكيل الحكومة كانت بالإتفاق بين القوى السياسية الأساسية وتركزت الحوارات التي سبقت ذلك التشكيل على حلحلة المشاكل وتلبية متطلبات وإلتزامات مشتركة بين بغداد وأربيل، وكان الحزب الديمقراطي الكردستاني ساهم الى حد بعيد في تهيئة الأجواء الإيجابية التي أفضت الى وضع برنامج سياسي عام ساهم في خلق حالة إستقرار أمني وسياسي وأدى الى نجاح واضح في الأداء الخدمي للحكومة ومن خلال تلك التفاهمات والتواصل الإيجابي توطدت علاقة كان من شأنها توفير عوامل نجاح مكنت من تحقيق نجاحات مهمة وإنفتاح على العالم والدول المجاورة ووفر فرصا كبيرة للإستثمار وأكد رغبة متزايدة لشركات عالمية تحاول إكتشاف البيئة الإستثمارية الملائمة وتوطيد أواصر التعاون في المجالات الممكنة والمتاحة.
قيام وزارة المالية الإتحادية بتسليم الأموال الخاصة برواتب موظفي الإقليم تجيء في وقت ملائم ومثالي ومتسق مع العمل الجاد لتهيئة متطلبات البرنامج الحكوميالخدماتي والمتعلق بالمشاريع الإستراتيجية خاصة وإن إقليم كردستان يحظى بأهمية فائقة على الصعيد الأمني والسياسي ويؤثر في البوصلة السياسية ويحتفظ بعلاقات دولية مهمة ومتماسكة تتيح للعراق الحصول على جملة إمتيازات سياسية وإقتصادية وتساهم في تطوير الإمكانات والقدرات وتهيئة بنية تحتية للإستثمار في قطاعات كبرى كما إن من المهم التأكيد على إن الرواتب والمتطلبات المتعلقة بحياة المواطنين وشريحة الموظفين حقوق يجب أن تصان وهناك من الحكمة مايكفي للإطمئنان بوجود حلول مهما كانت القضايا العالقة.