بقلم: كمال فتاح حيدر ..
اسألوا انفسكم واسألوا العرب والمسلمين: هل تعرفون شكل المسجد الأقصى من الخارج ؟. هل شاهدتم صورته ؟. سيكون جواب 99% منكم: نعم نعرفه ولا يمكن ان تخطئه أعيننا، وسوف يبقى راسخا في ذاكرتنا بقبته الذهبية، ثم تشيرون إلى جامع قبة الصخرة ذو القبة الذهبية. .
وجوابكم هذا دليل قاطع على انكم لا تعرفون شكل المسجد الأقصى، ولم تشاهدوه من قبل، وهذا ما خططت له الصهيونية عبر الفضائيات والصحف العربية والإسلامية، حتى إذا قررت هدمه وتدميره سيخرج علينا المضللون والمشفرون ليعرضوا علينا صورة جامع قبة الصخرة. .
واللافت للنظر ان صورة جامع قبة الصخرة صارت شعارا لمدينة القدس، بينما ظل المسجد الأقصى منزويا منسيا على بعد بضعة أمتار، تعلوه قبة بيضوية خضراء. .
وبالتالي فان اكتفاء المسلمين بصورة جامع قبة الصخرة لا يعفيهم من الخطأ الذي نشأ عن سوء التمييز بين جامع قبة الصخرة والمسجد الأقصى. ويرجع هذا الخطأ إلى مكر اليهود وكيدهم بتعظيمهم الصخرة، وتوجههم إليها. والإصرار على إظهارها ليتم لهم مرادهم بإقامة هيكل سليمان المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى، وذلك ليظن المسلمون بأن المسجد الأقصى هو قبة الصخرة، فإذا قام اليهود بهدم المسجد الأقصى وأنكر عليهم المسلمون ذلك. قالوا لهم ها هو مسجدكم الأقصى على حاله، فيُظهرون صورة جامع قبة الصخرة، فيكونون بذلك قد حققوا مرادهم، وسلموا من انتقاد المسلمين. .
أما الآن فقد قرر اليهود تحديد الموعد النهائي لهدم المسجد الأقصى بالكامل بعد بضعة أيام. أي في عيد الفطر القادم. وسوف تشترك الفضائيات المصرية والأردنية والمغربية في امتصاص غضب المسلمين بإظهار صورة جامع قبة الصخرة للتغطية على الجريمة التي سوف يرتكبها الكيان الصهيونى المستهتر. وسوف يذبحون بقرتهم الحمراء فوق انقاض المسجد الأقصى من دون ان يكلف المتأسلفون انفسهم بإصدار فتوى للذود عن مقدساتنا المُنتهكة. .
ورحم الله (حسن الإغدرلي) آخر جندي عثماني، الذي ظل يحرس المسجد الأقصى حتى عام 1982. وتوفي وهو يحرسه بعمر 93 سنة رافضا تنفيذ الأوامر بالانسحاب من القدس والعودة إلى دياره. وعندما سألوه بعد عقود عن سبب استمراره في حراسة المسجد ؟. قال: اخشي أن يزعل مني رسول الله (ص) إذا تخليت عن واجباتي في حماية المسجد الأقصى. .
وشتان بين الاغدرلي وبين الغادرين. . .