بقلم: اياد السماوي ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وتقبّل الله صيامكم وقيامكم وصالح الأعمال في هذا الشهر المبارك ، شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان ..
جناب الأخ المحترم الاستاذ فائز الراشد .. تداولت وسائل التواصل الاجتماعي في العراق مقالا مذيلا بأسمك بعنوان ( الحقيقة الناصعة ) ، ولا أعرف صحّة أو عدم صحة انتساب المقال لجنابكم الكريم ، وهل جنابكم شخصية حقيقية أم أسما وهميا مفبركا ، وقد يكون المقال من فعل كاتب رافضي أراد من خلال هذا المقال توجيه انتقاداً حادا لمذاهب أهل السنّة في مشارق الأرض ومغاربها على مواقفهم المخزية من حرب الإبادة التي يشنها الكيان الصهيونى على شعب فلسطين .. وبغض النظر عن الهوية الحقيقية للكاتب ، لكنّ ما جاء في مقال ( الحقيقة الناصعة) لا يمّثل صحوة للضمير وصحوة للفكر والعقيدة فحسب ، بل هو صرخة إنسانية للوقوف بوجه الظلم والقتل والإبادة ، وصرخة لاستفزاز الضمائر التي ماتت وهي ترى هذه الفضائع والجرائم التي لم تشهد لها الإنسانية مثيلا في تأريخها الحديث والتي تمارس ضد الشعب الفلسطيني المجاهد عامة ، وشعب غزّة الكرامة والفداء والتضحية خاصة منذ ستة أشهر ..
وكوني كاتب عراقي انتسب للطائفة الشيعية ( الرافضة ) ، فالمنطق الطائفي يدعوني للتشفي والشماتة بأهل فلسطين وغزّة ، وادعو الصهاينة للبطش بهم وإبادتهم عن بكرة أبيهم كما ينادي العرب السنّة في الإمارات والبحرين وغيرهم ، وأصطف إلى جانب الصهاينة المجرمين في حربهم لإبادة الفلسطينيين الذين فتكوا بنا في العراق بمئات العمليات الإنتحارية التي استهدفت مدن الشيعة في العراق وأسواقها وشوارعها ، وتمجيدهم لطاغية العصر صدام قاتل العراقيين .. وكونك أردنيا فالموقف بالمثل يتطلّب تحريض حكومتنا على قطع علاقتها مع حكومة الأردن وعدم تقديم الدعم لها ، كون غالبية الأردنيين هم أيضا ساهموا وحرّضوا على قتلنا وإبادتنا ، ولازال معظم الأردنيين يموت عشقا بصدام قاتل شيعة العراق و الشعب العراقي ، لكنّ حبنا لأهل البيت عليهم السلام الذي تنتسب له العائلة المالكة والملك عبّد الله الثاني هو الذي جعل العراقيون يتسامون على جروحهم ..
لكننا أبناء مذهب الرافضة في العراق وإيران ولبنان وسوريا واليمن ، وجدنا أنفسنا بحكم كوننا مسلمين ونشهد ألا إله إلا الله وأنّ محمدا رسول الله ، طرفا أوحدا في الوقوف والتصدّي بوجه جرائم الصهاينة المجرمين ، ووجدنا أنفسا في وسط هذه الحرب الظالمة التي يشنها كيان العدو الغاصب ضد شعب فلسطين وأهل غزّة من النساء والأطفال والشيوخ ، ووجدنا عقيدتنا في امتحان حقيقي بين الحق والباطل ، بين الوقوف مع المظلومين أًو الوقوف بصف الظالمين المجرمين الصهاينة ، فأختار قادة وعلماء الرافضة الوقوف مع فلسطين وأهلها حتى تحرير القدس الشريف واسترجاع كامل التراب الفلسطيني .. وقوفنا معكم نابع من صلب عقيدتنا القائمة على مبدأ عدم طاعة ولاة الأمر من الحكام الطغاة المجرمين ، ومن هنا جاءت تسميتنا بالرافضة .. فرفض الجور والظلم هي عقيدتنا التي نتمّسك بها ونحيا ونموت من أجلها .. صحوتكم أفرحتنا وبثّت السرور في أنفسنا .. أهلا بك في عقيدة الرافضة القائمة على مبدأ ( الناس صنفان أمّا أخ لك في آلدين أو نظير لك في الخلق ) ..
الكاتب العراقي /،أياد السماوي
في ٧ / ٤ / ٢٠٢٤