بقلم: فراس الغضبان الحمداني ..
رئيس الوزراء السيد محمد شياع السوداني يقوم بزيارة رسمية إلى الولايات المتحدة الأمريكية واشنطن بدعوة من الرئيس الأمريكي جو بايدن وهي زيارة تحتفظ بأهمية قصوى وفي ظل ظروف وتحولات كبرى في المنطقة والعالم وخاصة أن العراق شهد تطورات إيجابية على المستوى الأمني والسياسي والإقتصادي وشهدت علاقاته الدولية الإقليمية تطوراً كبيراً بعد أن أوفى بإلتزاماته تجاه العالم وزادت ثقة المجموعة الدولية به وتوافدت معظم قيادات العالم ووزراء ومسؤولين إلى العاصمة بغداد للمشاركة في ندوات ومؤتمرات وتزايد عدد الشركات والأفراد الراغبين بالعمل والإستثمار في مختلف القطاعات وتكاثر عدد السياح الذين يرغبون بزيارة المقامات المقدسة والآثار الحضارية القديمة وهو ما جعل العديد من المنظمات الدولية ومراكز الأبحاث والدراسات تصنف العراق في مستويات متقدمة في مجال الثقة بالإقتصاد العراقي والفرص الواعدة في الإستثمار في مجال الطاقة والخدمات والسكن وسواها من قطاعات يمكن أن توفر للعراق الكثير من الإمتيازات حيث العراق أرض واعدة لإنشاء مختلف المشاريع الإستراتيجية التي تتيح إنهاء أزمة السكن وتحسين ظروف المعيشة والإنفتاح على العالم .
الدعوة الرسمية التي تلقاها الرئيس محمد شياع السوداني جاءت لتضع حداً لترهات المغرضين والمشككين والمنزعجين من نجاحات السوداني والذين حاولوا ولمرات ومرات الحديث عن مشاكل وعن عدم رضا أمريكي وإدعاءات سخيفة بأن رئيس الوزراء تقدم بأكثر من طلب لزيارة واشنطن غير إن طلبه قوبل بالرفض بينما الحقيقة هي أن واشنطن كانت راغبة وعلى الدوام بتمتين العلاقات الثنائية أكثر مع بغداد والإنفتاح الإيجابي على صعد شتى والبحث في سبل تطوير العلاقات الثنائية ودعم جهود الإعمار والبناء والتطوير والنهوض بقطاعات مختلفة ، بينما تشير مراكز دراسات إلى أن السوداني سيناقش ملفات عدة مالية وإقتصادية وأمنية ويبحث دور قوات التحالف والدور الأمريكي في دعم العراق والإنفتاح عليه أكثر ومما لاشك فيه أن هذه الزيارة تجيء في ظروف معقدة على المستوى الدولي وتهيىء لدور مختلف لحلفاء واشنطن في هذا البلد حيث بدت الإشارات واضحة للدول الغربية الكبرى بضرورة التواصل مع العراق والعمل على الإستثمار فيه في مجالات مختلفة حيث عوامل إيجابية تطبع الوضع العراقي وتسمح بدخول الشركات إلى السوق العراقية الواعدة .
الرئيس السوداني لبى الدعوة الأمريكية وهو يعلم أن واشنطن لديها ملاحظات على الوضع العام في العراق وطبيعة العلاقات التي تربط بغداد بدول عربية وإقليمية وحجم الضغوط التي تواجهها الحكومة العراقية حيث تنتظرها إجراءات عدة على مستوى الإصلاح الإقتصادي ومحاربة الفساد والنهوض بالإقتصاد العراقي ومعالجة قضايا المال والعقوبات الأمريكية على بعض المصارف العراقية وفي ذات الوقت تدرك واشنطن إنها فرصة مواتية للتعاون مع السوداني الذي يتمتع بشخصية قوية ويبحث في ظروف دعم الإقتصاد والأمن والخدمات ولديه رغبة حقيقية في حماية السيادة العراقية من التدخلات الخارجية التي تنتهك السيادة الوطنية وتؤثر في السياسة العراقية وتعطل مشاريع التنمية الصناعية والزراعية لحساب الإقتصادات الأخرى التي تريد للإقتصاد المحلي أن يكون رهيناً لها وتتعطل كل مصالح الدولة من أجل تلبية شروط علاقة غير متوازنة الخاسر الوحيد فيها هو العراق وشعبه الذي تحمل الويلات والمشاكل والمعاناة على مدى سنوات طويلة من التحديات والمشاكل .
من المهم أن نتفاءل بهذه الزيارة وندعم مخرجاتها وأن لا نخسر العلاقة التي تربطنا بالعالم ونفهم الدور الأمريكي بالرغم من عدم توفر شروط الثقة كما ينبغي بالفاعل الأمريكي الذي يبحث عن مصالح وتصورات لا تلتقي دائماً والمصلحة العراقية ومن المهم العمل مستقبلاً على ضمان تحقيق مكاسب سياسية وإقتصادية للعراق وتجنب الإنفعال والرضوخ لرؤى وتصورات الآخرين الذين لا يهمهم مصلحة العراق وشعبه . Fialhmdany19572021@gmail.com