بقلم : محسن الشمري ..
اليابان وكندا والمانيا وايطاليا لم تشارك في اعتراض المسيرات والصواريخ الإيرانية في هجومها الأخير على اسرائيل كما فعلت فرنسا وبريطانيا وأمريكا،لكن هذه الدول الاربع أصدرت بيان ادانة عالي اللهجة تحت مظلة الدول الصناعية السبع الكبرى في اجتماعها الطارئ على اثر الهجوم الإيراني وهذه الدول الصناعية السبع تمتلك اكثر من نصف راس المال العالمي وكذلك تمتلك افضل الجامعات ومراكز البحوث التي تصل تخصيصاتها للبحث العلمي السنوية اضعاف موازنتي ايران وتركيا السنوية وتملك الدول الصناعية السبع عدة اجيال من الابتكارات والاختراعات غير معلنة في كافة المجالات رغم تفوقها التكنولوجي المعلن بعدة عقود على دولتي محور المقاومة ومن يقف ورائهما.
الاتحاد الأوربي وشرق اسيا ما عدا الصين وكوريا الشمالية وقارة استراليا واغلب دول قارتي الأمريكتين وأفريقيا ووسط آسيا تدور في فلك الدول الصناعية السبع في حالة تشارك وتكامل واندماج وهذا يمثل 95%من دول العالم(الجمعية العامة للامم المتحدة)بالامكان ان تقف بين مشارك اساسي ضد محور المقاومة او مؤيد او لا يعترض او لديه ملاحظات على اي اجراء ضد المقاومة وملاحظاته لا تمثل اعتراض او مقاربة لمحور المقاومة او ابتعاد عن الإجماع الدولي.
اما في مجلس الامن فان روسيا والصين لا تمتلك سوى حق النقض(الفيتو) على القرارات فروسيا بعد حربها على أوكرانيا تسير بنفس اتجاه الاتحاد السوفيتي التنازلي والصين كذلك تعود تدريجيا الى حالة الركود الاقتصادي بعد عقدين من النمو العالي المدعوم ماليا واقتصاديا وتكنولوجيا ولوجستيا من الدول الصناعية السبع ومع ظهور الهند كمصنع بديل للعالم بقرار الدول الصناعية السبع.
ان تأهيل ايران وتركيا للانضمام للاتحاد الأوربي قبل حوالي 50 سنة؛قد تعثر بسبب وصول الإسلام السياسي الاخواني والولائي إلى السلطة في تركيا وايران،الغرب لم يترك شاردة ولا واردة إلا دونها عن نسخة الإسلام السياسي العثمانية والصفوية والقاجارية والبهلوية؛حيث كانت ردود الكثير من مواقف المستشرقين وكتاباتهم السلبية ناتجة عن قراءة الشرق المسلم من زاوية العثمانيين والصفويين والقاجار والبهلويين وغيرهما وهذا الموقف يتجسد في الإعلام وتقبل دافعي الضرائب في الدول السبع ومن يدور في فلكها التي تحتكم شعوبها إلى دساتير جعلت من انظمتها مستقرة وبعيدة عن الانقلابات والثورات وتتداول انظمتها السلطة بشكل سلمي والرقابة فيها تشمل راس الهرم الحاكم مثله مثل اي مواطن آخر.
القوميتان الإيرانية والتركية اللتان تلبسان الثوب الإسلامي وتتخفيان تحت شعارات الاممية للإسلام السياسي بنسختيه الولائية والإخوانية والتخادم بين النسختين وسلوكهما خارج حدودهما الدولية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا؛اعطى الغالبية من دول العالم الذرائع لبلورة مواقف والمسير بخطى ضد محور المقاومة.
ما يعلنه النظامان الحاكمان في ايران وتركيا من كسب جولات الصراع على النفوذ مع الغرب لا يتعدى عن إدامة زخم الدعم الشعبي لخطوات النظامين وهذا اشبه باللعب بالنار قرب مستودعات الوقود سريع الاشتعال لان منافسي النظامين غير الإسلاميين لهم وزنهم المعتبر داخل إيران وتركيا وخارجهما ويؤكد هذا الاتجاه نتائج الانتخابات المحلية في تركيا قبل شهر حيث تلقى الإسلاميون الأتراك هزيمة قاسية لصالح القوميين الأتراك والمجتمع الدولي منفتح على منافسي الإسلاميين سابقا والان وبعد نهاية العمر الافتراضي للنظامين حول 2030.
ان العمر الافتراضي للنسختين في ايران وتركيا قد ينتهي في2030 او قبلها او بعدها بعدة سنوات،والقوميون في ايران وتركيا يجهزون انفسهم لاكمال مسيرة النظامين الحاليين ومن حكم قبلهما في الوصاية على المنطقة والتمدد والتوسع ومنها القبول باسرائيل شريكا لهما في المنطقة يقابله عدم اعتراض طموحاتهم في استعادة دورهما السابق بالوصاية على دول المنطقة.
دول العالم تنتظر من دول الشرق الأوسط وشمال افريقيا الخروج من ازماتها واخذ مكانتها المستحقة وفق امكانياتها البشرية والمادية وموقعها الجيو سياسي المهم جدا،والاندماج والتكامل اقتصادياً وامنياً لضمان مسير الاقتصاد العالمي على قدمين سليمتين(منابع الطاقة وطرق التجارة الدولية).
ان إسراع دول المنطقة ببناء الدولة الحديثة وحث الخطى نحو توجيه الدخل القومي لدول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لبناء عقود اجتماعية مرنه منفتحه يساعدها كثيرا في الاستقرار وتحييد النفوذ الاقليمي المتوثب للتمدد والتوسع.
الفارق التقني محسوم لصالح الغرب؛فالمسيرات الإنتحارية والصواريخ التقليدية(سكود) والصواريخ الذكية(كروز) المتوفرة لدى إيران تنتمي كلها إلى الجيل الثاني على اكثر تقدير اما ما تستخدمه الدولة الغربية فينتمي إلى الجيل الرابع والخامس في أنظمة الدفاع الجوي والطيران الحربي.
إسرائيل القاعدة المتقدمة للغرب؛تحت مظلة دفاعية اعلى بثلاثة اجيال من الاسلحة الايراتية المستخدمة في هجومها الاخير يضاف إلى ذلك ان مستشاريها المنتشرين بين صفوف حلفاءهم في محور المقاومة ايضا ينتمون الجيل الثاني في ادارة الحروب(مستشارين تقليديين) فلذلك وقعوا فريسة سهله لصواريخ الغرب.