بقلم: كمال فتاح حيدر ..
عادت (سلمى) إلى قواعدها سليمة من دون ان تتوفر لدينا معلومات دقيقة عن مناورات هذه المقاتلة سليلة الحسب والنسب. لكنهم قالوا: انها حلقت بطائرتها نحو الحدود الشرقية، وهتفت بأعلى صوتها: اشهدوا لي عند الأمير (بن غفير) انني أول من تصدى لصواريخ أعداء الموساد. فبكى سيموتريتش وبكى من كان معه في الملجأ. وما ان بزغت شمس اليوم التالي حتى قالوا: انها أسقطت ستة صواريخ كانت في طريقها لضرب تل أبيب. قال بعضهم: ان الصواريخ التي أسقطتها (سلمى أم ضروس) كانت بعدد أضراسها الأمامية النافرة من فكها العلوي. .
لم تتحرك (سلمى) لصد الصواريخ الموجهة نحو غزة، ولم تنتفض لنجدة اهلنا هناك. لكنها كانت نشمية جدا وإلى أبعد الحدود في الذود عن كهنة المعبد. .
تنتمي (سلمى) إلى بلدان الطوق الذين يزعمون انهم يدعمون المقاومة، لكنهم لا يدعمون من يدعم المقاومة، ويزعمون انهم يتمنون النصر للمقاومة، لكنهم لا ينصرون من ينصر المقاومة. ويزعمون انهم يكرهون اسرائيل مثلما يكرهها شعبان عبدالرحيم، لكنهم يكرهون من يكره اسرائيل. وما إلى ذلك من الشعارات المتناقضة مع حروفها، والتي يرفضها العقل والمنطق. المؤسف انها انطلت على صغار العقول، وعلى اصحاب الأدمغة المشفرة. .
تُرى ما الذي يريد ان يقوله لنا رامبو الجسر البري الذي يتفاخر الآن بإرسال (ام ضروس) للقيام بطلعات جوية أسقطت فيها حطام الصواريخ فوق رؤوس أهلها ؟. أيعقل ان يصل الولاء لقاتل الأطفال إلى هذا المستوى المُخجل من الانبطاح والركوع تحت اقدام الدخلاء والغرباء ؟. .
أرأيتم كيف تنتقل الخيانة عن طريق الجينات الوراثية، فالذين يتآمرون اليوم على فلسطين هم أولاد وأحفاد الذين تآمروا عليها سنة 1948. وان ما أخفته الضمائر المستترة أظهرته الحظائر المُستهترة. فلا جدوى من الاستمرار بالكذب والتضليل بعد الآن. .
ألا ترون أن وزن دماغ العصفور الصغير لا يتجاوز 2 غرام فقط، لكنه يتوق إلى الحرية. ولدينا بعض البشر رؤوسهم بحجم رؤوس الثيران لكنهم على استعداد للتضحية بارواحهم من اجل ارضاء المجرمين. .