بقلم : جعفر العلوجي ..
نزولا عند رغبة صديقي الاستاذ الجامعي الذي عرفته شعلة من النشاط والعمل المتواصل ، أشار إلي بمقترح يقول انه جاء بثمار طيبة على الصحة والراحة النفسية ، ويكمن المقترح في إقفال الهاتف النقال لأكثر فترة ممكنة او تركه والسفر للراحة وعدم التفكير به اطلاقا وبكل مايحمل من اخبار وارتباطات وطنين بنغمات متنوعة بعدد المواقع والروابط، يقول صاحبي انه في اسبوع واحد تجاوز العلاج بالادوية وصار ينام باستقرار وهدوء قل نظيره ، لا اخفيكم القول فقد استهوتني الفكرة كثيرا وعزمت على تنفيذها بصرامة، فلعنت ( ساعة السودة) التي اقتنيت النقال فيها وصار سيد المقتنيات والصديق الابرز الذي لايغيب عن العين اطلاقا ، رميته بلا كيبل انعاش وقطعت منه مصروف الطاقة ورميته ذليلا بدرج قديم جثة هامدة بلا حراك، انتشيت وتنفست الصعداء ونمت بهدوء مع اوامر صارمة لمن يعيش معي بان يجعلوا النقالات بايديهم بالوضع الصامت الحزين والا سيحصل لهم الذي حصل لهاتفي النقال .
نهضت بالصباح الباكر وتوجهت منتشيا الى احد الاسواق القريبة من منزلي وسط بغداد وارنو ببصري صوب طابور من السيارات تسمر واقفا بلا حراك وسألت احد المارة من الاصدقاء عن السبب ، فاذا به يجيبني بالقول ( انت نايم مشفت الفيس مالك) شخصية مهمة جدا وصلت بغداد وهذه الطرق قد قطعت مبكرا لاستقباله ، تركت الامر دون ان اكترث ، وما هي الا ساعات وانهض على وقع اطلاقات نارية هرولت مسرعا الى الخارج لأسال عن السبب واذا بي اصدم بذات الاجابة ( انت نايم ) المنتخب فاز ، ليس ببعيد عن البيت لوح لي احدهم من بعيد بصوت جهوري ( ليش قافل الموبايل ) تبين انه مسؤول كروب اولياء امور الطلبة وقد نبهني لحضور اجتماع غاية بالاهمية ، لم اسلم من عقدة الجهاز النائم بعشرات الاسئلة كان من بينها تنبيهات باعادة شحن وتجديد بطاقة الماستر كارد واشعار بوفاة احد الاصدقاء بحادث وغيرها الكثير ، لا اخفيكم القول شعرت بالاحباط وحراجة الموقف وعدت اجرجر اذيال الخيبة والاعتذار واعيد الحياة الى هاتفي بجرعة انعاش كهربائية صادمة جدا بعشرات الاشعارات والرسائل التي تجبرني على الاستسلام والتقهقر والعودة الى مصيري ( ساعة السودة ) .