بقلم: كمال فتاح حيدر ..
مرة اخرى تخذلنا فئة ضئيلة ضالة من المغتربين العرب، الذين صفقنا لهم وفرحنا بهم عندما تسلقوا سلم الإبداع والتفوق العلمي والوظيفي بجهودهم الذاتية خارج بلدانهم العربية. .
مثال على ذلك: كنا نشعر بالفخر والزهو بسطوع نجم (العراقي ناظم الزهاوي) وتألقه في عوالم السياسة البريطانية، وتربعه فوق عرش الاحزاب والوزارات في المملكة المتحدة، ثم تلاشت فرحتنا بهذا المنافق بعد الهجمات الضارية التي شنها ضد الفلسطينيين، ودفاعه المستميت عن نتنياهو، وتأييده لمجازر الإبادة في غزة. .
مثال آخر: كنا، حتى وقت قريب، نتباهى بالتفوق العلمي والمهني الذي أحرزته (المصرية نعمت شفيق) في المجالات المالية والاقتصادية والتدريسية، حتى جاء اليوم الذي تبوأت فيه منصب رئاسة جامعة كولومبيا العريقة (تأسست عام 1754)، وإذا بها تتنكر لدينها وعروبتها، وتضع مبادئها الإنسانية والتربويّة في سلة المهملات. وتكشر عن انيابها في التصدي للطلاب والمدرسين المطالبين بوقف إطلاق النار في غزة. فالأحداث المؤسفة التي شهدتها تلك الجامعة كانت فيها (نعمت) أو (نقمت) هي الوحش المتعطش للانتقام من كل طالب يرفع علم فلسطين أو يحتج على مذابح غزة. فطلبت من الشرطة التدخل لتفريقهم، وفض اعتصامهم، واقتلاع 50 خيمة نصبوها في حدائق الحرم الجامعي. لم يستجب لها الطلاب، فاستعانت بقوات مكافحة الشغب في نيويورك، وكانت وراء اعتقال وتوقيف قادة الاعتصام، من بينهم ابنة النائبة في الكونغرس الأمريكي (إلهان عمر). لكن الأمور سارت بعكس ما تشتهي (نقمت). فتكاثر المعتصمون، وتزايدت أعدادهم. وتضامن الطلاب من الجامعات الأخرى مع طلاب كولومبيا. وتصدرت اخبار الأعمال التعسفية واجهات الصحف الأمريكية. فتعرف القاصي والداني على بشاعة هذه الحرباء المتصهينة. التي لم تكترث عندما اقدم متصهينون على رش مواد كيماوية خطيرة على وجوه الداعمين لفلسطين. بمعنى آخر: انها تعاملت مع طلابها بالطريقة النازية التي يتعامل بها بن غفير مع سكان الضفة الغربية. .
وهكذا اختارت (نعمت أو نقمت أو مينوش) طريق الخيانة. وفصلت 20 طالبا فصلا نهائياً للتعبير عن دعمها المطلق لإسرائيل. فدمرت مستقبلهم، وحرمتهم من اكمال دراستهم العليا. .
اغلب الظن انهم سوف يمنحونها وساماً أكاديمياً من الطراز الرفيع تثميناً لمواقفها المعادية لفلسطين. .