بقلم : جعفر العلوجي ..
تحفل البطولات الرياضية الدولية بقدر كبير من الاهتمام والمكانة للبلد المنظم باعتبار انها واجهة للبلد ليست في ميدان الرياضة فقط ولكن لجوانب اخرى استثمارية كبيرة تبنى عليها اقتصاديات البلدان وازدهارها ، وقد شهدت السنوات الاخيرة وبعد الاستقرار الامني الذي شهده العراق تحولا كبيرا في الرؤيا الاستراتيجية نحو هذا التوجه المهم وبصورة خاصة بعد النجاح الكبير الذي سجلته البصرة واربيل وبغداد وكربلاء والسليمانية ، فضلا عن الخبرة في التنظيم التي اضافت الى الملاكات العراقية الادارية والفنية الشيء الكبير.
ومع انفتاح الحكومة المركزية في تقديم انواع الدعم المادي والمعنوي لهذه البطولات التي تقام على ارضنا وبين جماهيرنا تفاوتت نسبة النجاح والعمل واعداد الخطط والبرامج بين اتحاد واخر بصورة متباينة جدا ، بين من يسعى الى اقامة بطولات حقيقية دولية لها مكانة ومتابعة وتسويق واخرى تقام لذر الرماد في العيوم دون فائدة تذكر ، وهنا تكمن المشكلة ولب الحديث بين من يريد ان ينتهج ويطور ومن يريد ان يركن على جدار الاحداث بتسميات فقط ، والحقيقة اردت في هذا العنوان للمقال ان اشير تحديدا الى اتحاد تنس الطاولة وما قدمه من بطولات مهمة واضافات في فترة قياسية نجح خلالها من وضع اسم العراق والسليمانية على اجندة الاتحاد الدولي والاسيوي والعربي باحترام كبير ومكانة تليق به ومشاركات لها حجمها ومستواها المتطور واضافات تحدث للمرة الاولى كما هو الحال في بطولة العراق الدولية لتنس الطاولة التي تشترك بها بلدان متقدمة في مجال اللعبة مثل هونغ كونغ وسويسرا وكازاخستان والهند والتي تجشمت عناء المشاركة في البطولة على نفقة بلدانها الخاصة ولم تكن بدعوات مدفوعة الثمن ، وهذه اشارة من التقدم والرقي الذي تجدر الاشارة اليه بوضع هوية لبطولاتنا والسير على الطريق الصحيح كما يحصل في بلدان العالم المتقدمة التي تكون البطولات موردا ماليا هائلا لها من الاستثمار والتسويق وبدلات الاشتراك الرسمي للبطولة ، ومن الجانب الاخر نرى ان اتحاد تنس الطاولة قد ضرب عصفورين بحجر من خلال اشراف الاتحاد الدولي على البطولات في العراق وارسال ممثلين ومشرفين دوليين وحكام وفق اعلى تصنيف يمنح لبطولات معتمدة ، واجد اننا اذ نشير الى هذه الحقائق فهو من باب الانصاف لعمل متقن لاتحاد عراقي ناجح ونشط في جميع المجالات وايضا لتحفيز الاتحادات الاخرى على التعلم وكسب الخبرة وترك السبات الطويل الذي اسهم بتاخر الرياضة العراقية بصورة مخيفة ، وكلما تقدمت الاتحادات خطوة في المسار الصحيح ستجد ان حجم الدعم الحكومي الكبير لها سيكون في الطرف الاخر من المعادلة ويكون العمل الرياضي بجميع مفاصله قد سار بالاتجاه الصحيح الذي لايقبل الخسارة .
همسة …
تشخيص اللجنة الاولمبية الوطنية لهذه الظاهرة والعمل على استراتيجية جديدة لعمل الاتحادات الرياضية ستكون سارية المفعول ولن تكون هناك مكانة لاتحاد يغط في سبات عميق واخر يسابق الوقت في الجد والاجتهاد.