بقلم: كمال فتاح حيدر ..
عالم ظالم يكيل بمكيالين، وقوانين دولية لا تُطبّق إلا على الضعيف، لكنها لا تسري على القوي المتجبر. هذا هو الواقع المتناقض في الشرق الأوسط. فالذين صفقوا في امريكا بحماس لقاتل الأطفال تحت سقف الكونجرس سجلوا أسماءهم في ذاكرة الإنسانية كشركاء في ارتكاب المجازر. .
كنا نتابع كيف وصل دراكولا السفاح إلى الكونجرس في يوم من أيام الخزي والعار، حيث استقبلوه بالترحاب والحفاوة والتصفيق، ومنحوه ساعة للتدليس والكذب والتلفيق، بينما شاهد العالم جرائمه غير المسبوقة في غزة والضفة. كان من الأولى اعتقاله كمجرم حرب، وتسليمه للجنائية الدولية بدلا من منحه فرصة لتبرير غاراته العدوانية على المدنيين، خصوصا بعدما أكدت التحقيقات كذبه وادعاءاته الباطلة. .
قالت عنه نانسي بيلوسي في وصفها لخطاب نتنياهو: (كان أسوأ عرض قدمه شخص أجنبي حظي بشرف مخاطبة الكونجرس). . استمر خطابه قرابة 55 دقيقة. صفق له بعض أعضاء الكونجرس 50 مرة قياماً وقعودا. وبلغ الوقت الأجمالي للتصفيق اربع دقائق تقريباً. بينما كان النائب اليهودي (جيري نادلر) يستهزئ بنتنياهو خلال إلقاء خطابه، وظهر وهو يتصفح كتابا. وكانت النائبة (رشيدة طليب) ترفع لافتة مكتوب عليها: (انت مجرم حرب) كلما كان هناك تصفيق لمجرم الحرب. في حين القت الفنانة الامريكية (سارة سارندون) خطابا خارج قاعة الكونجرس، قالت فيه: (نحن نرفض الابادة الجماعية، ورسالتي الى اهل فلسطين هي اننا نراكم ونسمعكم ولن نترككم ابدا). ونشرت الطبيبة الأمريكية والمرشحة السابقة للرئاسة (جيل ستاين)، صورة على حسابها في إكس، كتبت عليها: (اعتقلوا مجرم الحرب نتنياهو، ينبغي أن نقبض على هذا اللقيط). وقد جاب المتظاهرون الشوارع والساحات، واقتحموا قاعات الكونجرس، ثم استبدلوا العلم الأمريكي بالعلم الفلسطيني خارج محطة يونيون في واشنطن العاصمة. .
لكن الباعث على الحزن والألم ان معظم الفضائيات العربية تجاهلت تلك التظاهرات، ولم تنقل وقائع الاعتصامات، وتعمدت نشر مقاطع لمصاصي الدماء أثناء استقبالهم لدراكولا. .
يقول (أبراهام بورغ) الرئيس السابق للوكالة اليهودية: (سوف تسقط إسرائيل بسبب نتنياهو وائتلافه الديني المتطرف مثلما سقطت أعظم الإمبراطوريات من قبل. فقد تحولت دولتنا إلى مافيا). .