بقلم: كمال فتاح حيدر ..
تقافزت علينا الضفادع السامة منذ زمن بعيد، وخرجت علينا من مستودعات السيرك السياسي، ومن اوحال المستنقعات العرقية والطبقية والعنصرية. اشتركت كلها في الاساءة لأبناء الجنوب لأسباب طائفية ومناطقية وطبقية وتحريضية. .
كنا قبل ثلاثة عقود من ضحايا الحملة التي تبنتها الصحف العراقية عام 1991 تحت عنوان: (لماذا حصل الذي حصل ؟). ثم استنفرت قناة الشرقية بعد عام 2003 أبواقها الإعلامية للنيل من ابناء جنوب العراق بأساليب مبتذلة كان آخرها الحلقة التي قدمها مجيد السامرائي في برنامجه (أطراف الحديث) حول عروبة سكان الأهوار. حتى جاء اليوم الذي ظهر فيه علينا ضفدع قبيح يدعى: (عدنان شمخي جابر) بحملاته التي يقودها ضد ابناء الجنوب، وتشكيكه بدينهم وعروبتهم، زاعما ان نائبة الرئيس الأمريكي (كامالا هارس) ترتبط بأصلها الهندي بعشائر الجنوب. متسترا بروايات تافهة، لا يقولها عاقل، وليس لها ما يدعمها. والحقيقة ان اسهل طريقة لتفنيد افتراءات هذا المتحذلق، هي إخضاعه لثلاثة فلاتر:
- الفلتر الاول: هل هو متأكد من دقة كلامه، وما هي المواثيق الصحيحة التي استند عليها ؟. الجواب: كلا.هو غير متأكد. .
- الفلتر الثاني: هل ما قاله فيه إساءة للشعب العراقي ؟. الجواب: نعم فيه طعنات وإساءات مقصودة. .
- الفلتر الثالث: هل في كلامه أضرار لشريحة من شرائح الشعب ؟. الجواب: نعم بالتأكيد. .
فإذا كان طرحه غير مقبول عقليا ولا منطقيا ولا اخلاقيا ولا وطنيا، وهو غير متأكد من كلامه، وفيه إساءة متعمدة لأهلنا، وفيه تشكيك بأنسابهم وجذورهم وقوميتهم. لابد ان يكون مصابا بلوثة دماغية، أو انه يهوى التدليس والتهريج ونشر التفاهات. وبالتالي ينبغي ان لا يُسمح له ولأمثاله بمواصلة التهريج والثرثرة على منصات التواصل. .
في البلدان العربية القريبة من العراق قبائل تحمل اسماء: العجمي والبلوشي والبهبهاني والفارسي والزنجباري والشركسي والألباني ىالبوشهري. من دون ان ينتقص منهم احد. وفي شمال العراق الكثير من الأقوام غير العربية، لكن ذلك لا يتقاطع مع انتماءاتهم إلى ارض الرافدين، بينما نسمع نقيق الضفادع التي تتفنن من وقت لآخر في الطعن بأنساب ابناء الجنوب بشكل حصري ومتعمد. .
كلمة اخيرة: يسعى العقلاء في المدن الواعية نحو تكثيف جهودهم نحو رص الصفوف، ولملمة الشمل، وتوحيد المواقف الوطنية. بينما يسعى بعض الاغبياء في العراق إلى ترهيب المواطنين وتفريقهم، وتمزيق نسيجهم، وبث سموم التنافر والتناحر بينهم. .
اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا. .