بقلم : د. سمير عبيد ..
أولا:-إيران دولة تعرف القانون الدولي جيداً . وبما ان إسرائيل لم تعلن مسؤوليتها عن اغتيال إسماعيل هنيّة .فإذن سوف تجازف إيران مجازفة خطيرة ان قررت توجيه ضربة ضد اسرائيل. ولهذا هي حائرة .ولكن هذه الحيرة والتردد سوف تكلف ايران كثيراً من الناحية النفسية والمعنوية تجاه شعبها الذي صُدم بخواء النظام أمنياً وفقدان الثقة بالنظام ، وتجاه الجيران والمنطقة والاقليم والمنطقة انها تبينت إيران بنظام مخترق ومجرد شعارات وعنتريات.وبالنتيجة انها حيرة كبيرة!
ثانيا : اسرائيل من جهتها اي تعرف القانون الدولي ولم تعترف باغتيال هنيّة عسى ايران تقع في الفخ . وعندما أعلنت وقبل الجميع انها اغتالت القائد العسكري في حزب الله اللبناني”الحاج محسن”واعلنت انها متأكدة من مقتلة وقبل حزب الله نفسه.كانت تخطط ان تجبر ايران ان يكون ردها من جهة جنوب لبنان. وبنفس الوقت تريد إسرائيل حصر المواجهة بينها وحزب الله (اي ان القيادة الاسرائيلية وبإصرارها انها قتلت الحاج محسن تريد التخلص من جبهات النار وتكون بجهة واحدة وهي من جهة حزب الله)
ثالثا:ايران تعرضت لصدمة أخرى غير معلنة وربما اكبر من صدمة اختراقها الأمني ومقتل إسماعيل هنيّة في أدق مكان في طهران امنياً واستخباريا وهو مكان محصن وتابع للحرس الثوري… والصدمة هي( تحييد_سوريا عن محور المقاومة وعن إيران بنسبة عالية وجديدة) فسوريا حُيّدت عن محور المقاومة في الحسابات الاميركية والغربية والاسرائيلية الجديدة. اي اعطي نظام الاسد سُلّم أميركي وغربي ليخرج من النفق بمساعدة تركية!
رابعا:الجانب التركي لعب دوراً كبيراً في جمع الروس مع الاميركان والغربيين قبل شهرين في فيينا وبتنسيق مع ادارة بايدن (وانا الوحيد الذي نشرت تقريرين عن ذلك قبل شهر ) وتمخضت المباحثات عن (اطلاق سراح السجناء بين موسكو والدول الغربية وواشنطن) كحسن نيّة .ووافقت القيادة الروسية على مقترح الاميركيين والغرب بالمصالحة بين القيادة السورية مع القيادة التركية (الأسد مع اردوغان وبالعكس) مقابل ابتعاد سوريا عن محور المقاومة وتدريجيا عن إيران. بالمقابل حصدت موسكو القبول المبدئي من واشنطن وعواصم اوربا على الاحتفاظ بالأراضي الاوكرانية التي سيطرت عليها (ولكن شرط موسكو اما قتل الرئيس زلينسكي او تغيير النظام في كييف ومحاسبة زلينسكي) واعطيت خارطة طريق لإختفاء زلينسكي وتأسيس نظام جديد في أوكرانيا (والقضية باتت مسألة وقت) .. في الختام عرفت القيادة السورية البراغماتية الخروج من عنق الزجاجة وبدون ان تفقد ثقة موسكو !
خامسا:فلقدْ أُختصرَ محور المقاومة أخيراً على (لبنان والعراق واليمن) . وللأسف لا توجد قيادة عراقية تمتلك براغماتية الرئيس الاسد والقيادة السورية لكي تُخرج العراق من مصيدة الموت … خصوصا وان اسرائيل اتصلت امس وبتوجيهات أميركية ب ( السعودية والإمارات والبحرين والأردن ومصر ) لتدشين التحالف مع الولايات المتحدة وإسرائيل بصفة تلك الدول العربية ( ناتو عربي) .ولهذا زار الرئيس الإماراتي محمد بن زايد ال نهيان مصر قبل ثلاثة ايام وبقي فيها وتجول بصحبة الرئيس السيسي في عدة مناطق في مصر لكسب الجبهة الداخلية المصرية !. ومن الجهة الأخرى أوفدت الأردن وزير خارجيتها أيمن الصفدي إلى طهران ليشرح للقيادة الإيرانية عدم السماح باستعمال الاجواء الأردنية لضرب إسرائيل او غيرها وان السماء الأردنية باتت بحماية الولايات المتحدة وحلف الناتو ( اي نقل الصفدي تحذير لطهران)
سادسا:وللأسف بقي العراق متفرجاً وظهره مكشوف، وبدون ادنى خطط استراتيجية وتكتيكية. ولازال معتمد على إيران ولا يمتلك غير استراتيجية ( البيض العراقي في السلة الإيرانية ) ولهذا لن يستمر هذا الوضع لا سيما وان هناك مخطط موضوع ومرسوم للتغيير في العراق . وان تلك الاحداث في المنطقة سوف تعجل بتنفيذه لأن القيادة العراقية من وجهة نظر واشنطن والمجتمع الدولي باتت غير مؤهلة لقيادة بلد مثل العراق ( نقطة راس سطر ) وانتهت اللعبة !
ملاحظة : نحن لا نبشر بامريكا التي سبب دمار العراق .ولكننا نحلل الاحداث بحيادية وعلى ضوء معلومات ومصادر موثوقة ولمن يريد الاستفادة !
سمير عبيد
4 آب 2024
السابق بوست