بقلم: فراس الغضبان الحمداني ..
لعلها من أغرب الأمم فالذين يدعون أنهم أصل العرب في بعض دول الخليج وبعض الدول العربية يسارعون للتطبيع مع الكيان الصهيوني ويشمتون بالشهداء ويعلقون على مواقع التواصل الإجتماعي تأييداً للصهاينة وحربهم ضد الشعب الفلسطيني وعمليات الإبادة الجماعية التي يشنها المحتل الإسرائيلي الغاصب ويطلبون بكل وقاحة من العدو الصهيوني أن يكسر حماس وحزب الله والحوثيين وإيران . تحول غريب في الشعور تجاه قضية الشعب الفلسطيني حيث تتجسد الدناءة في أبشع صورها وأخسها على الإطلاق فإذا كنا تعودنا من بعض حكام الخليج وبعض قادة البلدان العربية الخنوع والذل والعبودية لأمريكا وإسرائيل وكنا نقول إن الشعوب العربية مختلفة ولديها مزاج مختلف عن الحكام الذين يستسلمون للإرادة الأمريكية المتحكمة ويميلون لإتخاذ قرارات في صالح الغرب . أن الشعوب لها موقف شجاع مساند للقضية ولكننا نجد اليوم فئات إجتماعية في البلدان العربية المطبعة مع إسرائيل تنزاح إلى مواقف حكامها وهذا لا يبدو نتيجة لليأس من الصراع بل نتيجة الثقافة التي أخذت الحكومات العربية الخائنة تصديرها لشعوبها ومنها أن هناك طوائف دينية يجب محاربتها كالشيعة وإيران ويجب التحالف مع إسرائيل ضدها وأن هناك منظمات سنية كالأخوان المسلمين وحركة الجهاد وحماس ويجب شن الحرب ضدها وهذا ما تفعله إحدى دول الخليج التي تحشد ضد كل تحرك شعبي في أي بلد عربي كما فعلت في سوريا ومصر ودول المغرب بل وساندت الحرب الأهلية في السودان لصالح الدعم السريع الذي يحارب الحكومة الشرعية والجيش النظامي لمجرد أن هذه الدولة تعتقد أن البرهان والجيش يضمان مجموعات من الإخوان المسلمين . وبالتالي فنحن اليوم لسنا في مواجهة الغرب وأمريكا والصهيونية العالمية بل هناك من دخل ضمن هذا التحالف الشيطاني من الحكومات العربية والإسلامية وحتى الشعوب المدجنة التي أصبحت أسيرة لثقافة غربية وهذا ما رأيناه مؤخراً في دولة خليجية حيث إعتقال رجال الدين والمثقفين والسماح للمثليين والمغنين والملحدين أن يقيموا الحفلات الماجنة في مدن محافظة ومدن أخرى عديدة . وتم فصل الشعوب العربية تلك عن قضاياه الحقيقية في مواجهة الصهيونية العالمية التي تضع الخطط لتفكيك الدول العربية وتقسيمها وتصدير ثقافة المجون والرذيلة لها لتتحكم بها وتسيطر على العقول والقلوب وتحول الناس في هذا المكان من العالم إلى أشباح بلا قلب ولا عقل ولا ضمير لتشغلهم بالترف المادي والغناء والمثلية والخمور والحفلات والإبتذال الرخيص والتشبه بالنساء .
الحرب التي شنها العدو الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني المظلوم كشفت زيف الغرب والديمقراطية الأمريكية الكاذبة وحقيقة بعض الأنظمة العربية التابعة للصهاينة والمنضوية تحت لواء الأعور الدجال . فرغم سقوط هذا العدد الكبير من الشهداء إلا أن أحداً لم يحرك ساكناً بل رأينا كيف يعبر بعض العرب عن شماتتهم بالفلسطينيين وبدلاً من التضامن معهم والتشجيع ليصمدوا أمام آلة الموت والخراب وجدنا رجال دين ومنظمات وكتاب وصحفيين وسياسيين يبررون لنتنياهو وحكومته جرائمهم الوحشية ولا يهمهم سقوط آلاف الضحايا ويلومون الضحية لأنها توجعت وعانت وجرحت وتعرضت للموت ولا يقولون الحقيقة ولا يفكرون في أن الفلسطينيين في أرضهم وأن كل يهودي ليس له الحق في الوجود على هذه الأرض ويجب أن يرحلوا فليس لهم مستقبل هنا والغد لأهل الأرض ولا يلام من يقاتل من أجل أرضه ودينه وتاريخه ووجوده ومستقبله . هذه المجموعات من الحكام والبشر المهزومون من الداخل يحاولون تكريس الإنهيار والهزيمة ويقفون إلى جانب الجلاد ضد الضحية في موقف لا أخلاقي مدان ومستهجن فالمسلم الأصيل والعربي الحقيقي لا يخون ولا يساوم على شرفه لكن هؤلاء فقدوا الشرف فحولوا الأمة العربية إلى أمة عربية جبانة ذات رسالة مهانة . Fialhmdany19572021@gmail.com