بقلم : د. سمير عبيد ..
1-جميع الحكومات وقيادات الدول تخطط وتعمل على ضوء المتغيرات الدراماتيكية في السوق والاقتصاد والثقافة لتقي شعوبها ودولها الصدمات والخسائر فباتت تعمل بخطط زمنية للانتقال إلى العلوم والثقافة الخضراء والمناخ والشروع في المشاريع والاستثمار المفيد فيها لكي تواكب العالم ولا تبقى نشازاً وعبء على جيرانها ومنطقتها والعالم وتُقبل كدول نافعة مفيدة ومنتجة !
2- ولكن في العراق الأمر مختلف جملة وتفصيلا فهناك تحجّر في الخطط سواء كانت خطط تكتيكية او استراتيجية . وهناك غرام مع سبق الاصرار للأنعزال عن العالم ، وهناك تكريس لثقافة التبعية والاستسلام وجميعكم ترون ( معظم الدول المجاورة للعراق تنهب بالثروات والأراضي والسيادة، وهناك سماء منهوبة والساسة في العراق صمٌ بكمٌ) لان القيادة في العراق والمتكونة من ثنائية ” السياسيين ورجال الدين” تعمل ليل نهار بالعودة بالعراق ومجتمع العراق إلى مظاهر وسلوك وممارسة ( الجاهلية)بحيث العودة إلى تكريس عبادة الأصنام البشرية دون الله من سياسيين ورجال دين . والاعتماد في العيش الغش والكذب و على التجارة الجنسية وتشجيعها عبر ثقافة الفاشينستات وعلب الليل ونساء التستيجات الليلية ( سوف بيع الرقيق الأبيض الذي يشبه سوق العبيد في الجاهلية” بفرق كان العبد اسود واليوم العبد منفوخ الشفاه والمؤخرات والصدور … الخ ، ناهيك عن ثقافة الهوس بالجهل والخرافة والتناحر والغزوات والدگات العشائرية وسطوة وترهيب المليشيات والعناوين الأخرى التابعة للدولة .. الخ وآخرها بدعة ” البيدوفيليا القانونية ” من خلال سن قوانين تسمح باغتصاب الأطفال ” البنات” القُصّر بغطاء شرعي وقانوني ، وهناك حرية ممنوحة وواضحة لنشر الشذوذ واللواط والتخنيث والجندر والعمالة والتنازل عن القيم العليا ..الخ
3-مقابل ماورد في النقطة (2) هناك ميزانيات ضخمة ترصد للمجتمع والمؤسسات سنويا لتقديم الخدمات والبناء والتطوير ، وهناك ضرائب مفروضة على الناس ودون سند قانوني وهي بالمليارات ولكن وللأسف تذهب ليس للبناء والاستثمار والإصلاح بل تذهب لتوزع على الجهات ” السياسية والدينية والمليشياتية والسرية ” الفاسدة. والى الجهات التي تُكرّس وتدعم ماورد في النقطة (2) بحيث انتهت الطبقة الوسطى في المجتمع العراقي ، ووصل خط الفقر إلى 34٪ من الشعب العراقي بالمقابل ولادة طبقة تمتلك المال والاقتصاد والسلطة والقرار لا تعرف الله بل تتاجر في دين الله، وتكره الاخلاق وتكره المبادىء وتكره الوطنية وتكره الاصلاح ، وتكره التخطيط والبناء وتعشق الجهل والخرافة والفساد والسرقات والشذوذ والموبقات ” وموزعة في جسد الدولة الرسمي والاجتماعي” بحيث هناك حرب وكراهية ضد الاستثمار وانتشال الشباب العاطل عن العمل مقابل دعم ودفع المجتمع نحو الجهل والخرافة والطرق المنحرفة .. هناك اصرار فضيع لدفع العراق والمجتمع العراقي نحو ثقافة وسلوك الجاهلية !
الخلاصة :
فإن بقيت هذه الطبقة السياسية مستمرة في دفع المجتمع العراقي نحو الجاهلية ولم تُغيّر سوف يولد فعلا سلوك وثقافة ” قوم لوط” في العراق وسوف تحميه قوانين واعراف وفتاوى .وسوف تُعمم ثقافة ( ابو رغال ) وتصبح لها حصانة وحماية . وسوف يُهجّر ويهاجر كل وطني وشريف ونزيه ومسلم حقيقي وعراقي حقيقي من العراق ويُسكّن ويُجنّس بدلا عنه الافغاني والباكستاني والإيراني والبحريني والتركي والصيني والزنجباري والبنغالي .. الخ ….. فالكرة في ملعب المجتمع الدولي لينقذ العراق والعراقيين من القرصنة والخطف والتدمير الممنهج للدولة والمجتمع والاجيال والطفولة والشباب . وهذا كله بسبب احتلال العراق وبسبب تخلي الولايات المتحدة وبريطانيا عن واجباتهم الاخلاقية والقانونية بعد احتلالهم للعراق بحجج واهية.. فتركتا العراق فريسه لدول وجهات خارجية لتفتك بالعراق والعراقيين من خلال تسليط طبقات سياسية ودينية فاسدة وفاشلة وحاقدة وقاتلة ومزورة لتحكم العراق لصالح تلك الدول والجهات الخارجية وبطريقة حكم يُكرّس العودة نحو الجاهلية وثقافة التيه في كل شيء !
سمير عبيد
17 اب 2024