بقلم : د. سمير عبيد ..
أولا: مثلما اكدنا قبل أشهر ومراراً عبر الصحافة والإعلام ولم يسمعنا الإيرانيين ولا العراقيين ولا حلفاء إيران عندما اكدنا ان “هناك صفقة وعرض من المجتمع الدولي وايران مجبرة على قبول هذا العرض لتنقذ نفسها ومشروعها النووي وتنفذ مضيق هرمز ومنشآتها الحيوية ” وعندما حاولت ايران التملص مثل كل مرة اسمعها المجتمع الدولي كلاما قاسيا وتهديدا أقسى وحاصرها حصاراً حديدياً اي المجتمع الدولي. وبدأ منذ نيسان ٢٠٢٤ بحيث رفع المجتمع الدولي شعاراً أمامها وهو ( ترضخي للمطلوب …أو تبكي بالعيون والقلوب ) وبشهادة سلطنة عُمان وقادة الاتحاد الأوربي وحتى روسيا.وحاولت إيران ترطيب الأمور مع المجتمع الدولي في فيينا ومن بعدها نيويورك ولكنها لاقت نفس الاصرار فرضخت ل ( التخلي عن حزب الله ، والتخلي عن محور ما يسمى بالمقاومة، والخروج من العراق، وعدم التدخل في شؤون الدول ) وما شاهدناه هذا الأسبوع هو بداية الرضوخ عندما تخلت عن حزب الله وعن قيادة حزب الله كاملةً!
ثانيا:-فبعد ان نال رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو الجائزة الكبرى وهي ( تدمير البنية التحتية لحزب الله ، واغتيال القيادة العليا لحزب الله وصولا لاغتيال الامين العام السيد حسن نصر الله، وتقطيع أوصال قيادة ولوجست وخطط حزب الله ) أصبح غير مضطر للأجتياح البري لجنوب لبنان لكي لا يتورط بحرب استنزاف خطيرة . ولكنه سيبقى مستمر في القصف والضغط النفسي والمعنوي والعسكري وصولا إلى تغيير مزاج البيئة الحاضنة لحزب الله لتصبح ضد إيران وتبتعد عن ايديولوجية حزب الله ( حينها سوف تذهب الأمور إلى تسوية وايران كعادتها ستكون لاعب خفي فيها.. ولهذا ابقوا على “هاشم صفي الدين” حياً و الذي يعتبر ” الصبي المطيع لإيران والمؤمن بولاية الفقيه وهو صهر سليماني “) وتلك التسوية سوف تولد تحت النار والقصف وسوف تحدد معالمها على الارض !
ثالثا: إسرائيل غير غافلة عن صواريخ ومسيرات الحوثيين والفصائل المسلحة العراقية بل سجلت وتسجل كل شيء وسوف تستدير نحوهما بنفس القوة من النار. خصوصا عندما زودها عملاء اسرائيل داخل العراق وداخل اليمن بجميع المعلومات التي تحتاجها اسرائيل عن ” المقرات والمقرات البديلة ، والتحركات للقادة ، والمعسكرات، والتجمعات المهمة التابعة للحوثيين والتابعة للحشد والفصائل المسلحة في العراق” .وهي الخطوة الثانية من الصفقة التي قبلتها إيران بتسلم حلقات محور المقاومة .
رابعا:-
١-موضوع الرد الإسرائيلي ضد الحوثيين مسألة وقت ليس إلا ولن تستطيع إيران فعل شيء بل عملية البيع سارية والتي بدأت خطوتها الاولى في لبنان …
٢-يبقى موضوع العراق ربما سوف تؤجل إسرائيل توجيه الضربات بانتظار ساعة الصفر ( لمشروع التغيير السياسي في العراق ) والذي قرره المجتمع الدولي بالإجماع ومن ضمنهم ( روسيا ) . وسوف يكون تغيير شامل لا يقبل الصفقات ولا المساومات .وان إيران لن تتدخل بل سوف تسهل وتدعم عملية التغيير لكي يرضى عنها المجتمع الدولي وهي المرحلة الثالثه من التنازل والبيع . ونقولها للشعب العراقي ان عملية التغيير ماضية في الترتيب ولم يبق إلا خواتيمها ليتم تنفيذها !
نقطة نظام !
صحيح هناك اتصالات وتنازلات سرية تقوم بها اطراف وشخصيات سياسية عراقية مع اسرائيل لكي تعطل عملية التغيير مقابل التطبيع وتنازلات كبرى .او على الاقل يتم استثناءها من التغيير ولكن هؤلاء وتلك الجهات تضيع وقتها لإن المجتمع الدولي قرر ( انهاء العملية السياسية برموزها وأحزابها وتياراتها ورجالها وقوانينها التي أصدرتها ) .واسرائيل تم تبليغها من المجتمع الدولي بعدم التدخل في عملية التغيير بعد ان حصلت اسرائيل من العراق على كل شيء خلال ال ٢١ سنة الماضية !
سمير عبيد
٢٨ ايلول ٢٠٢٤