بقلم : سمير السعد ..
في عالم تتصارع فيه المبادئ والقيم، يبقى الدفاع عن الشرف قيمة لا يتنازل عنها أصحاب الضمائر الحية. وعندما يفقد الشرفاء حياتهم في سبيل تلك المبادئ، تظهر وجوه أخرى، بعضها يدافع بفخر، والبعض الآخر يشمت، حيث يكون فاقد الشرف هو من يتنكر لتلك القيم.
الدفاع عن الشرف ليس مجرد موقف يتخذ في لحظة، بل هو امتداد لمسار طويل من الإيمان بالقيم الأخلاقية والإنسانية. إن من يسقطون شهداء في سبيل الدفاع عن كرامة أمتهم وأوطانهم، يتركون خلفهم إرثًا من الفخر والعزة، بينما يترك من يشمتون فيهم تاريخًا من الخزي والانكسار. فاقد الشرف يشمت لأنه لا يملك شيئًا يخسره؛ فحياته خالية من تلك المعاني السامية.
على مر التاريخ، كانت الشخصيات التي تدافع عن الأمة والشرف هي منارات للأجيال القادمة، تروي قصصهم وتستلهم منهم العزيمة. وهنا يأتي دور نصر الله، الذي برز كرمز للشرف والفخر في وجه التحديات. بصلابته في مواجهة الصعاب، وحفاظه على مبادئه، أصبح نصر الله ليس فقط شخصية وطنية، بل أيضًا نموذجًا يحتذى به في السعي لتحقيق العدالة والحفاظ على الشرف.
ولأن الشرف هو ما يفرق بين العظمة والانحطاط، فإن من ينكر هذه القيم يجد في الشماتة ملاذًا أخيرًا ليغطي على عجزه وفقدانه لكل قيمة. فكما يقولون: “من ليس له شرف لا يقدر قيمة الشرف”.
بالفخر والشرف، تُبنى الأمم، وبالشماتة، ينهار الضعفاء. نصر الله، في مسيرته، هو مثال حي لقوة الشرف في مواجهة من لا يعرفون قيمته.
خلاصة القول ، يظل الدفاع عن الشرف والكرامة مبدأً لا يتغير مع الزمن، ويظل من يحافظ عليه رمزًا للفخر والقوة. نصر الله وكل من سار على دربه يمثلون وجهًا مشرقًا للأمة، حيث يُجسدون القيم التي تبني المجتمعات وتصون حقوقها. وفي المقابل، تبقى الشماتة سمة من سمات الضعف والتراجع لمن لا يعرفون قيمة الشرف. لقد علمنا التاريخ أن من يسخر من المدافعين عن الشرف إنما يسخر من نفسه، فالأمة التي تكرم شرفاءها هي أمة لا تنكسر.