بقلم : جواد التونسي ..
تدور الايام ويمر الزمن ما بين فلسطين ولبنان , ورجال العرب يبحثون عن حقوق أمتهم وهناك قد اضناهم البحث واجهدهم العناء , وعبثاً حاولوا التعرف الى هذه الحقوق وابتعادهم عنها , أين انت يا فخري البارودي عن نشيدك العربي الذي تغنى بالوطنية القومية العربية ومدحت الوحدة : ” بلادُ العُربِ أوطاني…منَ الشّامِ لبغدان, ومن نجدٍ إلى يَمَنٍ…إلى مِصرَ فتطوانِ, فلا حدٌّ يباعدُنا…ولا دينٌ يفرّقنا,
لسان الضَّادِ يجمعُنا…بغسَّانٍ وعدنانِ.
لم يفرط بحقوق العرب أحد كما فرطوا هم بأنفسهم فيها , والآن وبعد ان بدأ الوعي يدب في نفوس بعض زعماء العرب وادركوا مدى ما فرطوا بحق شعبي فلسطين ولبنان , وراحوا يتهالكون على تغطية ماضيهم المشرق وحاضرهم العفن , وليس هناك مدعاة الى الياس , فلا زالت هناك أشعة أمل بارق يمكن لبعض العرب ان يستعيدوا عصر ماضيهم الزاهر وذلك بالتعاون والتكاتف والاتحاد والوحدة , وان اقوى انواع رقابة الرأي العام على اعمال الساسة هو الادراك لخطورة المرحلة ,وليس هناك من فرق يمكن أن يميز شعباً عن آخر كالفرق في وسيلة الدفاع والمقاومة عن العرض والشرف والوطن عندما تداهمها الأخطار وها هي بوادرها , في قتل الشهيد السعيد “حسن المقاومة ” , في در مكنون بل أي عيون ,عيون تبكي وأخرى تحكي ,عيون تحكي عن أمة كانت في يوم من الأيام خير أمة , وعيون تبكي الان على امة في اسفل سافلين , تتفرج على أطفالها ونسائها وهم يقتلون ويهجرون ويشردون ولا ناصر لهم , أين انتم يا أمة المليار ونيف مسلم ؟ متى تستيقظون من سباتكم ايها العرب والمسلمون؟ لماذا ضربت عليكم الذلة والهوان والجبن والتخاذل والمسكنة ؟ مأساة فلسطين ولبنان أثبتت بشكلٍ قاطع ونهائي حجم سقوط وتهاوي الأنظمة العربية والذي هو في الواقع سقوط كامل لأمة العرب, فكيفما تكونوا يولى عليكم , حرب الإبادة التي تقوم بها إسرائيل اليوم ضد شعبنا الأبي في غزة والبقاع, هي أقذر حرب كونية في التاريخ الحديث , يقولون عنا نحن معشر العرب اننا لازلنا متخاذلين جاهلين معنى الحرية والمقاومة والحياة, و ويصفونا باننا لم نصل بعد الى : ” أما حياة تسر الصديق وأما ممات يغيض العدا ” لم نصل ولم نستغل ثرواتنا الطبيعية تجاه العدو الصهيوني ومن وراءه, واننا قوم لازلنا عاجزين عن استغلال اوقات حياتنا الاستغلال السليم الصحيح, فهل سوف يصف سكوت العرب عن وصمهم بهذه الصفات ؟ أم سوف ينهضون نهضتهم الكبرى بعد سبات عميق وطويل ويحطمون عنهم أصنام مثل هه الانطباعات ؟ ! وبقي علينا نحن العرب ان نثبت للعالم ان العكس هو الصحيح .