بقلم: حسين الذكر ..
الفرج .. في تعاريف وشرح القاموس المادي .. يختلف تماما عن المعنى في الكتب الروحية .. فللوحي طعم وفهم وأسلوب آخر .. فقد اصطف الانبياء والائمة والاولياء والصالحين … بطابور طويل من الأذى والصبر والالم والدم والعطاء وصنع الامل .. دون أن يكون هناك فرج واحد مما رسم في مخيلتنا ومما تعلمناه في طفولتنا وغرز باعماقنا جين بعد جين ..
العملية برمتها .. نص لم يخرج بعد بشكله الطبيعي . لذا فان ردات الفعل لا تتسق مع الواقع ولا تمتلك قدرة تطويع الوقائع التي امتلأت فيها الطرقات ومشاوير وازقة واحياء بطون التاريخ بمختلف كتبها بما يؤكد جلجلة المسير .. لا جلاله الذي ما زال لا يدركه خالطوا ومازجوا ومنتقي المفردات وهائمي الملذات واللذات والمستغرقين في وحل الشهوات ممن حملوا شعار ودفنوا دثار ..
فقد ترسخ في اذهاننا صبر وتحمل ومسير وفخر وتكامل جلي … وان لم يدركه معظم اهل الأرض وعلى خلاف مع اعاظمهم .. فلم يستطع ذلك المعنى المادي برغم كل جبروته وزخرفه وما احيط به من هالة التعمية وما عزز بادوات التمويه والانحراف والتشويه من اثبات ذاته .. فقد فشل ذريعا من قطع نسل الروح المتقدة بكل زمكان برغم انف مختلف اسلحة الشيطان ..
قد لا يقطع ذلك الدليل البهي شكوك المتشككين .. ولا يعد بلسم شافي لغلات المتاملين والناطرين .. فاغلب المترنحين على الطريق ما زالوا يتعثرون بخرائط لا تمتلك قدرة البوصلة والايصال ..
مع كل ذلك الاعتام والاعمام الذبابي المحموم .. ما زال هناك امل للاشرق .. فثمة دليل قاطع على ثبات ونجاح وتطابق تام لمعنى الفرح الاحساسي الادراكي الروحي .. الذي لا يمكن لمقومات ومعايير الثمل اللحظي المادي ان تضيف له شيء بعد كل هذه الصفوف والقرون وربما العصور ..
هنا لابد لنا من التأكيد على التشبث بالطاف السماء التي لا يمكن دونها خط سبيل في سبيل الطريق الواضح .. نسأله اللطف وان يسهم بازاحة ذلك العتم الكابس على الروح والخانق للرؤيا والجاثم على الانفاس وان يثبت اقدام المتطلعين ويشد ازرهم وينصرهم عزيزا مقتدرا .. بكل ما يمتلك المعنى الروحي من تفسير وتوضيح وفقا للمنطق المنطلق بكل الأجواء والمتجه والمتسيد لرحب الفضاءات برغم ما نراه من قصر وعتم وهو عند الله قريب واسع عظيم .. وانا لله وانا اليه راجعون .. واجمل ما يمكن أن يلبس الروح هو فيض من منطق ( وسيعلم اللذين ظلموا أي منقلب سينقلبون )..