بقلم: صفا ســعد ..
في عالمنا اليوم، تعتبر السينما والمسرح والدراما من أهم الأدوات الثقافية التي تعتمدها الدول للترويج لثقافتها وتسليط الضوء على قضاياها الاجتماعية والسياسية. من خلال هذه الفنون، تنقل الدول رسائلها إلى الجمهور المحلي والدولي، وتساهم في بناء صورة متكاملة عن تاريخها وحضارتها. ولذلك، تتسابق الدول في إنتاج أفضل الأفلام والمسلسلات التي تعكس واقعها وتطلعاتها، في مسعى للوصول إلى العالمية.
إلا أننا، وبالنظر إلى الواقع العراقي، نجد تراجعًا ملحوظًا في مستوى الإنتاج الفني، حيث تفتقر العديد من المسلسلات والأفلام إلى الصلة بالواقع الاجتماعي والثقافي للعراق. هذا الابتعاد عن قضايا المجتمع الفعلية والتوجه نحو إنتاجات متكلفة ومصطنعة أسفر عن تنافر بين الشاشة والمشاهد، مما أدى إلى تراجع كبير في مكانة الدراما العراقية.نلاحظ كل دول العالم تستخدم السينما والمسرح والدراما لترويج ثقافة المجتمع وايصال رسالة عن طريق تسليط الاضواء على مشكلة ما، دول العالم تتسابق لأنتاج افضل الافلام والمسلسلات لتصل الى العالمية لنقل ثقافة الدولة وتاريخها نرى العراق ينتج مسلسلات وافلام ليست لها صلة بالواقع مما ادى الى تراجع في الدراما العراقية وتنافر بين الشاشة والمشاهد كونها عبارة عن تصنع وتكلف مما جعل الدراما العراقية تتراجع بعد أن كانت هي أساس الدراما العربية الجيدة وعدم حصول الممثلين على أجر مجزي فقد
على الرغم مما قدم خلال السنوات الاخيرة من اعمال درامية عراقية متميزة ، وجديرة بالاهتمام ، إلا أن متابعين ونقاد وعاملين في حقل الدراما التلفزيونية يشيرون الى انها لم ترتق بعد الى مستوى الطموح ، وغير قادرة على منافسة الدراما
العربية.
وبطفرة نوعية و بعد 7 أشهر من التصوير وبمشاركة 164 ممثلا ، بدأ منذ نحو أسبوع عرض مسلسل الجنة والنار ليحدث ضجة كبيرة في الشارع العراقي وأوساط مثقفيه ونقاده لما حققه من نقلة نوعية في الدراما العراقية والتي بدورها جذبت الجمهور لمتابعته وإبداء آراء جاءت أغلبيتها الساحقة إيجابية بظاهرة يندر حدوثها في المجتمع العراقي ، ولعل أبرز ما يميز العمل هو حديث ممثليه باللهجة والمصطلحات العراقية الحقيقية دون اللجوء للتكلف المعتاد في أغلب الأعمال السابقة ،وهو نقلة نوعية في الدراما العراقية بتأسيس مشاهد تعتمد على الواقعية من خلال حديث ممثليه باللهجة والمصطلحات العراقية الحقيقية دون اللجوء للتكلف والاعتماد على ارتجال الممثلين في المشاهد دون وجود نال اعجاب الكثير ممن تابعه حيث الاكثرية إتفقو وكأن لا وجود لكاميرا تدور ، والمشاهد بلا شوائب ، اكثرية المشاهد حية تشبه واقعنا اليوم ،ان الدراما العراقية بحاجة الى تقديم الدعم المادي والفني لها لاستعادة تألقها ومنافساتها عربيا وعالميا ، نحتاج الى دراما اكثر واقعية وبعيدة من التصنع والتكلف والجنة والنار ونجاحها خبر دليل، في الختام مستقبل الدراما العراقية الى اين ؟