بقلم: كمال فتاح حيدر ..
هذه مقارنة بسيطة بين اثنين من فتيان العراق، احدهما، واسمه (محمد التميمي) اصبح رمزا من رموز علماء الرياضيات في السويد على الرغم من صغر سنه، فتغافل عنه أعلام الصرف الصحي، ولم يجر معه اي لقاء، بينما كانت الأضواء مسلطة على صبي (لا نريد ذكر اسمه). لم يبلغ سن الرشد. لكنه يزعم ان مضيف العشيرة ارقى وأعلى وأفضل بكثير من الجامعات والمراكز العلمية، ويزعم ايضاً انه يمتلك قدرات سوبرمانية خارقة، وان جسمه مقاوم لسموم الأفاعي والعقارب. .
في السويد نجح العراقي (محمد التميمي) في ايجاد الحل لمعضلة رياضية ظلت مستعصية على كبار العلماء منذ القرن السابع عشر. تعرف هذه المعضلة باسم: (أرقام برنولي). كرّس هذا الشاب وقته كله لدراسة المعادلة ومحاولة حلها، ثم وضع لها الحل الأمثل، فأدهش الجميع بمواهبه المبكرة. . فقد وضع برنولي معادلته التفاضلية بهذه الصيغة:-
y′+a(x)y=g(x)yν
حيث a(x) و g(x) دالتان معطاتان، ويفترض أن الثابت ν هو أي عدد حقيقي غير 0 أو 1. وهذه المعادلة ليس لها حلول مفردة. فانبرى لها (التميمي) بحلوله المنطقية المبنية على الأسس العلمية الرصينة. .
وفي البلد الذي ينتمي اليه الشاب اليافع (محمد التميمي) يهتم كبار المسؤولين و وجهاء العشائر بصبي آخر. ربما لم يكمل دراسته الابتدائية، لكنه يتصدر الآن مجالسهم، ويستشيرونه في حل المعضلات الاجتماعية المعقدة. .
لقد استطاع الدكتور علي الوردي تشخيص هذه المفارقات الاجتماعية، فوضع لنا المعيار الحقيقي في الاستدلال عليها، بقوله: (انظر إلى الأشخاص الذين يقدّرهم المجتمع، تعرف الإتجاه الحضاري السائد في ذلك المجتمع و مصيره). .
سأل ابو جعفر المنصور أحد شيوخ الدولة الأموية بعد سقوطها: ما الذي أسقطكم ؟. فقال الشيخ: أمور صغار سلمناها لكبار، وأمور كبار سلمناها لصغار، فضعنا بين إفراط وتفريط. ثم قال متحسراً: قرّبنا العدو طمعاً في كسب وده، وبعدنا الصديق ضامنين ولاءه، فنالنا غدر الأول، وخسرنا إنتماء الثاني. .
كلمة اخيرة: نحن احياناً نستحق كل ما