بقلم : عمر الناصر ..
قراءة وتحليل ..
١- غياب واضح للكثير من مراكز الفكر والابحاث المحلية والعربية والاقليمية واخذ دورها الحقيقي كأدوات لاطفاء الحرائق واحتواء الازمات ، في ظل ضعف طرح الدراسات والمقترحات الانية وانعدام التغذية الطارئة للحلول الاستباقية المتعلقة بتسارع التطورات التي قد ينتج عنها توسع لنطاق الصراع.
٢- صمت مستهجن للمجتمع المدني ولجماعات الضغط الدولية واكتفاء الكثير من المختصين بالتعليق والشجب فقط على مجريات الاحداث ، ومسألة اعطاء توقعات وتوقيتات لأرجحية حدوث الفعل ورد الفعل لن يحقق فلسفة خفض التصعيد والقاء السلاح والهبوط من اعلى نقطة بالاحتكاك اللامحدود ، دون وجود تصعيد يقابله في الرأي العام العالمي.
٣- ضبابية المواقف الرسمية العربية والاسلامية سيعزز من الانقسام وعدم الاستقرار ، وعدم ادراك خطورة استمرار الحرب بين الاطراف المتنازعة ، قد يفضي الى احتقان طائفي داخلي وانحياز عاطفي لدى احدى الطبقات الاجتماعية لديهم المتعاطفة مع لبنان وغزة ، اذا ما تم استثمار الازمة وعرضها على طبيب التخدير الايدلوجي والبعد النفسي .
٣-تفجير اجهزة البيجر ( Pager ) استخدمت فيها اسرائيل سياسة التلويح بالعصى الغليظ للدول الحليفة في المنطقة والعالم واثارت حفيظتها بنفس الوقت ،ومن غير المستبعد بأن اي تقاطع مستقبلي محتمل بالمصالح قد يؤدي الى ذات السيناريو الذي تم اتباعه في لبنان لكن بلون مختلف.
٤- هنالك محاولات اسرائيلية واضحة لتوظيف الاعلام والاشاعة والحرب النفسية من اجل تقزيم وتقليل حجم الخسائر ،كإسفنجة لامتصاص امتعاض الداخل الصهيوني لغرض تهيئته للدخول بمرحلة الاستعداد النفسي لقبول الخسارة المادية والمعنوية والسمعة الدولية .
٤- خفض التصعيد ربما ممكن واثبات حسن النوايا صعب ومرهون بخفض وتيرة البروباغاندا الاعلامية نتيجة انعدام الثقة في حرب لها ابعاد دينية عقائدية تختلف عن كبقية الحروب التي تقف خلفها اسباب اقتصادية او سياسية.
٥ – لدى نتنياهو مخاوف بتطبيق الدول المتحالفة معه لقرار ماكرون بوقف الدعم العسكري لاسرائيل ، مما جعل الاخيرة تفكر باستراتيجية الانتقال الى (plan B ) والدخول بالمواجهة المفتوحة، التي لا تتوفر فيها عوامل الحرب الخاطفة التي تقلل من الخسائر وتزيد من احتمالية الحرب الشاملة وسحب دول اخرى لنقطة الصراع مع ايران .
٦- زيارة عراقچي الى العربية السعودية قد يفتح الباب امام التهدئة في ظل خلوا المنطقة من وسيط شرق اوسطي مقبول لدى جميع الاطراف، باستثناء عُمان الدولة الوحيدة التي لديها هذه المواصفات تتمتع بمقبولية وصداقة مستدامة من جميع الاطراف.
٧- المعركة بالستية بأمتياز ونقل ساحة التوتر الى العراق قرار صعب بسبب اتباع فصائل المقاومة لاستراتيجية وحدة الميدان والساحات، يدعوا لتروي الولايات المتحدة والتزاماتها باتفاقية الاطار الامني والاستراتيجي التي تلزمها بالدفاع عن العراق ودفع الضرر عنه الى جانب التحالف الدولي .
٨- مصطلح خفض التوتر والتصعيد مفهوم جاء في وثيقة عرضتها موسكو خلال الجولة الرابعة من مفاوضات استانا عام ٢٠١٧، مفهوم سيبعد الدول التي لديها علاقات مع اسرائيل من فوق الطاولة ومن تحتها عن كرة النار التي ستصل اليهم بشكل او بأخر .
٩- اشارة الولايات المتحدة الى انها الوحيدة التي لديها الادوات القادرة على تدمير القدرات النووية الإيرانية رغم وجود اتفاق مع طهران بهذا الصدد ، يدخل من باب التحالف الاستراتيجي مع اسرائيل لبسط النفوذ واستعراض القوى وفتل العضلات ، لذلك من المحتمل جداً أن تشارك في الرد على الهجوم الإيراني الباليستي لتجديد الولاية لاسرائيل كشرطي للمنطقة.
يتبع /
🖊️ عمر الناصر