بقلم : د. سمير عبيد ..
أولا:تعتبر المرشحة الديموقراطية للانتخابات الاميركية السيدة كامالا هاريس من المتفوقين جدا في مجال جمع التبرعات حيث حصلت على اكثر من مليار دولار في فترة قصيرة من مانحين ومتبرعين .وهذا الرقم لم يحصل عليه مرشح أميركي من قبل قط .وهذا بحد ذاته اعطى معنوي كبير وثقة بالنفس لهاريس .بالمقابل هناك حملة منافسها دونالد ترامب التي تعاني شحة التبرعات”وهذا مؤشر مهم لصالح هاريس” بحيث يجعلها تفتح حقيبة اولوياتها ليعرفها العالم. اضافة لموضوع العمر الشبابي ” 59عام” مقبل عمر منافسها ترامب الذي يبلغ من العمر ” 78 عام”!
ثانيا: السيدة هاريس تسابق الزمن لتصل إلى يوم الانتخابات في 5 نوفمبر 2024 لتعلن فوزها لتنسلخ مباشرة من تركة وسياسات الرئيس الصهيوني جو بايدن والشروع بسياسات جديدة تؤرخ لحقبة مختلفة “وسوف نرى ذلك جلياً” .لأن كثير من تصريحاتها وتصرفاتها وتعاملها مع بعض الملفات الخارجية تدل أن السيدة ذاهبة بقوة لتأسيس حقبة مختلفة وجديدة ،وأولويات جديدة وتختلف عن اولويات حقبة بايدن.
ثالثا:وأخيراً وبلا تحفظ فتحت قليلا من حقيبة اولوياتها لتؤكد انها قادمة بسياسات مختلفة وعندما أطلقت المرشحة الديمقراطية، كامالا هاريس موقفا مفاجئاً واعتبره الخبراء تحولاً ساخناً في سياساتها الخارجية، حين أعلنت أن((إيران هي الخطر الأول لأميركا وليست الصين)) .واكدت ذلك خلال مقابلة تلفزيونية مع بيل وايتاكر، في برنامج «60 دقيقة» على شبكة «سي بي إس». وقالت هاريس إن إيران، وليست الصين، هي التهديد الأكبر للولايات المتحدة، لتضيف حين سئلت عن “أعظم عدو”للبلاد، فأجابت: “إيران لديها دماء أميركية على أيديها”.وهذا مؤشر قوي على ما أكدناه في بداية المقال ان هاريس لها سياساتها الخاصة وأولوياتها الخاصة وهذا يعني الانسلاخ عن اولويات وسياسات الرئيس بايدن. لأن استراتيجية الأمن القومي لإدارة بايدن – هاريس لعام 2022، تصف الصين بأنها (التحدي الجيوسياسي الأكثر أهمية لأميركا) ولكن اخيرا اختلف التقييم واصبحت إيران هي الخطر وقبل الصين .ويبدو أن نائبها السيد” والز” لعب دوراً في ذلك خصوصا وان الرجل عاش وعمل في الصين لبعض الوقت ويعرف السياسات الصينية وسيلعب دورا كبيرا في قيادة الملف الصيني الاميركي في حال فوز السيدة هاريس !
رابعا:-لعبة ذكية بامتياز !
نعتقد ان السيدة “كامالا هاريس” تمتلك ذكاء عالي وفهم لثقافات مساحة واسعة من العالم بحكم تعدد الثقافات في البيت الذي عاشت وترعرت فيه . فهي عندما وضعت ايران قبل الصين بانها تهدد المصالح الاميركية والامن القومي الاميركي ويداها ملطخة بالدم هنا ارادت صيد العصافير دفعة واحدة … كيف ؟
الجواب :
١-بهذا التصريح وسلّم الاولويات التي جعلت إيران خطراً على امريكا قبل الصين هي “تناغي مشاعر المسلمين في الولايات المتحدة والذين اغلبهم من الطائفة السنية لكي يتوجهوا نحو صناديق الانتخابات لإنتخاب هاريس”!
٢-بهذا التصريح ترسل هاريس رسالة إلى السعودية بصفتها الراعي للمسلمين السنة في العالم وهكذا هي رسالة إلى تركيا وللدول السنية ” العربية والخليجية والإسلامية ” لتؤثر على الجاليات الإسلامية في امريكا لإنتخاب هاريس!
٣- وبنفس الوقت هي تُهدّأ من اندفاع اليمن الإسرائيلي ورئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو نحو منافسها ترامب بحجة أن هاريس لا تدعم إسرائيل وعندما وضعت ايران اولا وقبل الصين فهذا يُسعد نتنياهو واسرائيل !
٤-وكذلك هي رسالة خاصة جدا إلى الشعب العراقي ان يعرف ان المرشحة كامالا هاريس ستقود عملية التغيير بنسبة ٩٠٪ وطرد إيران من العراق والمنطقة !
سمير عبيد
١٠ اكتوبر ٢٠٢٤