بقلم: كمال فتاح حيدر ..
سؤال يتبادر إلى اذهان العراقيين كافة: هل قناة (سعد البزاز) لنا أم علينا ؟. هل هي معنا أم ضدنا ؟. فبصرف النظر عن امتعاض العراقيين من سياسة معظم قنواتنا الفضائية المملة والمقرفة، وبصرف النظر عن اشمئزاز عامة الناس ونفورهم من برامج التسقيط والتشويه والتلفيق والتشهير والتضليل والتهريج، فقد استقر رأيهم على حذف قناة الشرقية من ذاكرة التلفزيون بعدما شطبوها من القائمة (المفضلة). .
انفردت (الشرقية) باسلوبها المستفز، وسعيها الدؤوب نحو تمزيق وحدتنا الوطنية وتفتيت تلاحمنا الأخوي. كانت من القنوات الداعمة لعصابات الدواعش، وظلت حتى وقت قريب تمجد بهم وتطلق عليهم تسمية: (تنظيم الدولة)، بما يعكس تأييدها لهم واعتزازها بهم، وذلك على الرغم من علمها بحجم التفجيرات والانتهاكات والمجازر البشعة التي ارتكبها التنظيم الارهابي في عموم مدننا الشمالية. .
وانفردت الشرقية ايضاً بمعاداتها لسكان جنوب العراق، والتشكيك باصول عرب الأهوار، ناهيك عن مسلسلاتها السمجة التي تتعمد إظهار ابن الجنوب بصورة المتخلف والغبي الساذج الذي لا يحسن التصرف. .
اتهمها الشيخ طالب الخربيط صراحة في لقاء متلفز تجدونه على اليوتيوب. اتهم مديرها البزاز بالابتزاز. قال انه يتقاضى 250 الف دولار شهرياً من بعض الكيانات السياسية من اجل طمس الحقائق. وجاء في حديثه المعروض منذ مدة على اليوتيوب: (ان الشرقية أساس الفتنة وأساس السرقة). .
وهذا ما جاء أيضاً على لسان النائب (ليث الدليمي) في لقاء تلفزيوني مع الإعلامية (سحر عباس) بثته قناة (دجلة) بتاريخ 12 / 11 / 2023. واللقاء موجود حتى الآن على شبكة اليوتيوب. . سألته المذيعة: شنو مشكلتك مع الشرقية ؟. فقال: ان الشطر الاول من اسم (الشر – قية) هو: (الشر) بعينه. ثم وجه كلامه مباشرة إلى سعد البزاز بالقول: (انت ضميرك ميت كافي تظل مأجور. . ما اكتفيت ؟. . كنت سبب كل الفتن التي أصابت الشعب العراقي). .
وقد وجه الدكتور (مظفر قاسم حسين) انتقاداته بكل شجاعة إلى الشرقية نيوز قبل خمس سنوات عندما كان يعمل فيها متهما إياها بسوء التعاطي مع الأحداث، بما يعني انها فقدت مصداقيتها تماما. .
لكن الانحراف الخطير الذي جنحت اليه الشرقية هو عندما تعاملت بمنتهى الجفاء والعداء مع الأبرياء الذين اُزهقت ارواحهم ظلما وعدوانا في غزة وفي اماكن متفرق من الشرق الأوسط. ذلك الشرق الذي يفترض ان تنتمي اليه الشرقية، والذي استمدت اسمها منه. .
فالشرقية ليست لنا، بل علينا، وليست معنا بل ضدنا. لأنها تتبنى سياسة إعلامية حاقدة على العراق واهله، وتقف على الطرف الآخر من كل القضايا العربية، ولا فرق بينها وبين إعلام الصحف الصفراء. .