بقلم: كمال فتاح حيدر ..
منذ اكثر من عام والشرق الأوسط يغلي بالأزمات ويتفجر بالهجمات الكارثية بين طرفين غير متكافئين، من دون ان يشترك الجيش المصري، ولا الجيش الأردني، ولا السوري، ولا السعودي. فهذه الجيوش العربية الجرارة لم تطلق رصاصة واحدة، لكنها والحق يقال اشتركت كلها في الهجوم لاجتياح العراق مرتين. لا مرة واحدة. كانت الاولى عام 1991، والثانية عام 2003، وسارت ذليلة صاغرة مرغمة خلف بغال التحالف الأطلسي. تارة بقيادة شوارسكوف، وتارة بقيادة كولن باول. وهنا لابد من طرح التساؤلات التالية: ما سر تهافت العرب على التسليح وعقد الصفقات الفلكية بمئات المليارات ؟. ولماذا تسلحوا بالطائرات التي هي دون مستوى F35 واخواتها ؟. ولماذا ملئوا ترساناتهم بالصواريخ الباليستية بعيدة المدى ؟. هل سوف يقصفون الهند ؟، ام يقصفون إيطاليا ؟، أم يهجمون على ألمانيا ؟. وهل اشتركت جيوشهم في حماية أطفالنا من القصف العشوائي المدمر ؟. الجواب: كلا – ثم كلا – ثم كلا. .
منذ أعوام وأعوام وجيوشهم الشرق أوسطية تستعرض أسلحتها الصدئة في الاحتفالات السنوية باعياد الجيش. .
الغريب بالأمر ان قادة معظم الجيوش العربية لم يشاركوا بمعارك حقيقية دفاعا عن بلدانهم، لكنهم ظلوا يزينون صدورهم بكل النياشين والشارات والميداليات والأوسمة الوهمية، وبكميات ونوعيات يحلم بها نابوليون بونابرت، ويتمناها مونتغمري. حتى زيلنسلكي الذي ترك المراقص والملاهي الليلية منذ بضعة أعوام اصبح قائداً عاما للقوات الأوكرانية المسلحة، وخاض حروبه بنفسه. بلا دروع، وبلا خوذة فولاذية، فبرز إلى سوح القتال ليس سوى التيشيرت الأخضر. من دون ان يحصل على ميدالية واحدة، ومن دون ان يمنح نفسه رتبة مهيب اول ركن. .
ربما لا تعلمون ان مصر تستورد من الأسلحة ما يصل إلى 1.13 مليار دولار سنوياً، وتنفق السعودية حوالي 1.3 مليار دولار على أسلحتها كل عام، وتنفق قطر 1.8 مليار دولار سنويا على أسلحتها. والرابح الوحيد من صفقات التسليح هم تجار الحروب ومصانع الانتاج الحربي ومن خلفهم المنتفعون من الكومشنات والإكراميات. .