بقلم: كمال فتاح حيدر ..
تحت شعار (صخم وجهك وصير حداد) تكاثر لدينا المستشارون والاستشاريون، حتى بات ظهورهم في البرامج التلفزيون منافسا للدعايات والإعلانات التجارية، وأفلام الرسوم المتحركة. وصار ظهورهم بهذه الكثافة وبهذا التكرار من المواد المسلية. احيانا يجتمع اكثر من مستشار في برنامج واحد، ومعظمهم يمثلون جهة بعينها، هذا مستشار الرئيس للشؤون المحلية وهذا مستشار الرئيس للشؤون الاقليمية، ثم ينفعلون ويتوترون وتتصاعد وتيرة التراشق بينهما، فنتفرج عليهما، ونضحك على ما آلت اليه أحوالنا الفوضوية البائسة (شر البلية ما يضحك). .
واكتشفت ايضاً ان بعضهم هو الذي منح لنفسه هذا اللقب (حتى يكشخ)، من دون ان يكون له أي ارتباط وظيفي برئيس الجمهورية أو رئيس الوزراء. .
احدهم لم يكتف بلقب الاستاذ الدكتور، بل أضاف لبطاقته التعريفية عبارة (مستشار السيد الرئيس لشؤون . . . . ).
يتراوح تعداد المستشارين في معظم البلدان العربية بين 5 – 10 لكل من رؤساء الكيانات الحربية والسياسية والسلطات التنفيذية والتشريعية والرقابية، شريطة ان يكونوا من ذوي الاختصاص، ومن اصحاب الخبرات والمؤهلات العالية. لكن بعض البلدان تجاوزت هذا الرقم وتفوقت على روسيا والصين في الأعداد والنوعيات. .
اللافت للنظر ان درجة (مستشار) في مصر (مثلا) أدرجت ضمن السلم الوظيفي، تماما مثل درجة (خبير) عندنا في العراق. وهي درجة خاصة، لا ينالها إلا ذو حظ عظيم. أو من المشمولين بغنائم المحاصصة أو العاملين في دكاكينها وواجهاتها النفعية. .
اما اعمار المستشارين فهي مسألة اخرى مثيرة للسخرية، فبعضهم بالبامبرز أو لا يزيد عمره على 25 عاما. وبعضهم متخصص بأمور لا علاقة لها بالسياسية ولا بالتنمية ولا بالنهضة الزراعية او الصناعية، مثال على ذلك نذكر ان المستشار السعودي (تركي آل الشيخ) يعمل في الديوان الملكي بمرتبة وزير، لكنه متخصص بالشؤون الترفيهية، وله في كل ليلة حفلة راقصة. .
احيانا يستغني الرئيس عن المستشارين بقرار صارم عندما يصبحوا عبئا على الدولة. فقد أقال السيسي 11 مستشارا بجرة قلم، معظمهم من خبراء الرقابة الإدارية والمالية، ومكافحة الفساد، وشؤون التطوير التكنولوجي، وعلوم الحوكمة والتحول الرقمي. .
ختاماً: نهيب بمجلس النواب ان يضع شروطا لطبقة المستشارين حتى لا يتكاثروا بالانشطار مثل الإميبيا والبراميسيوم والبلاسموديم واليوجلينا. .