بقلم : حسين الذكر ..
مع ان المصطلح امريكي التداول .. وقد عرف تحديدا أيام حرب الكويت 1990 حينما صنفت القيادة الامريكية آنذاك بين الصقور المهيمنين على اتخاذ قرار الحرب ومن يميلون الى الدبلوماسية . الا ان التصنيفات اخذت تتردد للتعبير عن شخصيات ورؤى معينة في طريق اختيار سبل عملها في السلم كما في الحرب .
ان موجة الاغتيالات الإسرائيلية قبل الحرب الجارية في غزة وجنوب لبنان ضد القيادات الميدانية متمثلة بزعامتها وشخصيتها وما لها من قدرة تاثير وتسيير للمهام فرضت ظرفا مستجدا ومهدت لمرحلة احدث على الجبهة الإسرائيلية الغربية من جهة ومحور المقاومة من جهة أخرى .
الشيخ نعيم قاسم .. رجل دين وعلم وثورة .. ظهر على الساحة منذ بواكير الجهاد اللبناني لاخراج المحتل الإسرائيلي من لبنان مطلع سبعينات القرن الماضي مع حركة امل ثم حزب الله لعقود منحته خبرة وقدرة اعلمية قيادية لا تقل صلابة عن اسلافه الشهيدين ( عباس الموسوي وحسن نصر الله ) رحمهما الله .. سيما باحرج ظرف حينما تم اغتيال نصر الله باقسى ضربة موجهة للحزب وربما للمحور منذ اندلاع المواجهات بمختلف عناوينها الحربية والدبلوماسية .
تجاوز حزب الله أيامه الحالكة بعد مآسي الضاحية الجنوبية وعقب اغتيال القادة .. وقد ظهر الحزب اقوى تاثيرا على الجبهة بشكل ملحوظ سيما الأيام الأخيرة التي بدى خلالها الشيخ خطيبا شارحا وجهات نظر وباعثا لرسائل تدل على العزم والثبات والمضي قدما بما بعث الامل بنفوس المحور وجمهوره ..
صحيح هناك الكثير من الاختلافات بين الاسلوبين ( النصروي والقاسمي ) – ان جازت التسمية – الا ان المدرسة والعقيدة والرؤية والاهداف واحدة بما لا يقبل الشك .. فالمرحلة القادمة أي كانت نتائجها .. عصية البقاء على ذات المخرجات والسيناريوهات سيما الإعلامية التي رجت الشارع ورسمت خارطة وتسيدت المشاهد خلال مدة طويلة ماضية تتطلب الان عرض اخراجي جديد يستوعب الحدث ويتناسب مع المشهد .
ثمة ملاحظات فرضها الواقع .. فضربات ايران للعمق الإسرائيلي غير المسبوقة وما خيم من شبح ( الحرب المجهولة ) على المنطقة بعد التوعد والتهديد الإسرائيلي الذي – على ما يبدو – حجم وادرك وتكيف وفقا لدبلوماسية الردع .. مع ظهور تاثير حزب الله بشكل مؤثر قوى على جبهات القتال وتماسك داخلي مشهود مع أغتيال الشهيد يحيى السنوار رحمه الله مهندس عملية طوفان الأقصى .. ومن ثم انتخاب الشيخ المجاهد نعيم قاسم امينا عاما رابعا لحزب الله . كلها مؤشرات مخاض قد يولد هدنة طويلة وان كانت مكرهة .. ذلك يمهد لإعادة بناء الحزب ليس من الناحية العسكرية والهيكلية فحسب .. بل بما ينبغي عمله مع بوادر المرحلة البنائية الجديدة التي تتطلب الهدوء والدبلوماسية والعمل الجاد لترجمة المفاهيم وتغير سبل الخطاب في الداخل والخارج .. هو من مهد للشيخ الأمين الجديد .. لتولي قيادة مرحلة تتطلب الكثير من التجديد والجديد بما تعنيه الخبرة والثبات والمسؤولية .. وجدت شورى الحزب وقطعا مشاورات الداخل والخارج بان الشيخ نعيم قاسم .. اجدر واقدر على أدائها .