بقلم : د. سمير عبيد ..
تمهيد : هذه الرسالة المهمة والتاريخية هي للعراقيين جميعا وبمختلف مذاهبهم وقومياتهم ومناطقهم وولاءاتهم السياسية ..واليكم تفاصيلها !
أولا:- للأسف الشديد يعاني بلدنا العراق من الضعف في القيادة، والتشرذم في وحدة القرار، ويعاني من موضوع السيادة المثلومة بسبب الاحتلال والتدخلات الخارجية والتي سببها الاحتلال الذي لم نسى دوره الاخلاقي والإنساني والقانوني في العراق. ولله الحمد فزعَ اخيراً المجتمع الدولي وأخذَ ينتقد امريكا بل يُقرعّها في المناقشات الداخلية على مافعلته بالعراق والعراقيين. وبسبب تنازلها عن العراق لدول اخرى عاثت فيه دمارا وامام أعينها بل دولا اسست مليشيات وجيوش سرية وعلنية وصارت اقوى من الحكومات . فالمجتمع الدولي قالها لواشنطن ( عندما ضعف العراق بسبب الغزو والاحتلال وعدم الاهتمام الأميركي انهارت المنطقة كلها .فيجب اعادة نهوض ودور العراق ) .ونحن وبكل تواضع مواكبين خطوات المجتمع الدولي!
ثانيا:-وللأسف أصبحَ بلدنا مثل ( الريشة ) التي تتقاذفها العواصف،وكلما أشتدت هذه العواصف ترى العراق يهتز والكل يريد السطو عليه .فما بالك أصبح العراق ( وسط العواصف لا بل يُقحَم عِنوة ليكون وسط هذه العواصف) علما ان هناك عواصف وراءها زلازل والكل يقر بذلك ” وربنا يحفظ العراق وأهله منها “من هنا دب الخوف عند المجتمع الدولي أن ينهار العراق فستكون كارثة على العالم ،فاستعد لها المجتمع الدولي !
ثالثا: وايضاً بلا مجاملة وبلا مداهنة والحقيقة يجب ان تُقال :
أ:- أن كل 8من أصل 10 مواطنين عراقيين رافضين لسياسات الطبقة السياسية الحاكمة ورافضين للأحزاب والتيارات والجماعات والمليشيات الحاكمة .وزيادة هذه النسبة سببه هروب الحكومات العراقية المتعاقبة للأمام وتأجيل حل المشاكل وعدم سماع صوت الناس، ومحاربة وتخوين وتقزيم المعارضة والمعارضين !
ب:- هناك تغيير سياسي قادم بقيادة المجتمع الدولي وأمريكا عضو من اعضاء القرار الدولي وليس منفردة مثل السابق وبشعار ( إصلاح النظام السياسي في العراق باجتثاث 80- 90% من أركانه ومحاسبتهم والمجتمع الدولي أيد ذلك بقوة ) .وليس لسواد عيون العراقيين بل من اجل مصالحهم التي لامسها الخطر. ولن يؤمنوا عليها إلا بنظام سياسي وطني مستقر في العراق وينهض بالعراق من جديد وبدعم المجتمع الدولي ليأخذ دوره في المنطقة والاقليم !( والقرار أُتخذ ولم يبق إلا ساعة الصفر )!
رابعا:- لهذا فحالات (الانتقام والثأر ضد أركان ورجالات الطبقة السياسية الحاكمة ) واردة جدا بسبب كثرة الظلم ،وانتشار الفساد، واحتقار الناس وانتهاك حقوقهم ، واغتصاب حقوق واعراض وممتلكات الناس .. وقد يكون الانتقام كارثي ومركب ودموي !
خامسا :
أ:-من هنا نناشد جميع العراقيين ونقول لهم ( العنف يولد العنف، والثأر يولد الثأر ، والانتقام غير محمود شرعاً وأخلاقاً، وقتل العراقي للعراقي عمل مشؤوم ،وسفك الدماء ليس حلا ) … الرجاء فكروا كثيرا بهذه الدعوة والرسالة .
ب:-فالمناضل المعارض الجنوب أفريقي “نيلسون مانديلا “كان بإستطاعته ابادة البيض جميعا وابادة الذين مارسوا ضده وضد اسرته وأقربائه وضد المواطنين السود في جنوب أفريقيا شتى أنواع الاضطهاد والتعسف والظلم والقهر والاغتصاب للممتلكات والأراضي والأعراض والبيوت ناهيك عن الابادة العنصرية ( ولكن عندما انتصرت المعارضة على النظام العنصري المقيت بقيادة مانديلا قرروا بناء جنوب افريقيا والنهوض بها بدلا من الدماء والثأر والعقاب والانتقام .. فأسسوا مؤسسات العدالة الانتقالية وقالوا هي التي تأخذ حقوق المقهورين والمظلومين والمغتصبين بحقوقهم وأعراضهم من الظلمة والقتلة والعنصريين والمغتصبين وحسب القانون … الخ ) ونهضت جنوب أفريقيا نهوضا عالميا وباتت دولة عظيمة في كل شيء والفضل يعود للمواطنين السود وللعقلاء وللسيد نيلسون مانديلا العظيم !
سادسا:-نعم .. نعترف أن الطبقة السياسية التي حكمت العراق مابعد عام ٢٠٠٣ تمادت كثيرا في قهرها للناس وفي نهبها لثروات البلاد ولحقوق الناس وفي تدمير العراق وتفتيت اللحمة العراقية وتدمير المجتمع العراقي وتعطيل المؤسسات وتأسيس الجيوش الخاصة والمليشيات والعصابات والمافيات ونشر الجهل والخرافة والقهر … ولكن العراق ونهوضه ليكون بلدا لجميع العراقيين وبنظام عادل ومدني لا يجوز تدخل رجال الدين في ادارة الدولة سوف يكون افضل من الانتقام والدماء والثأر . كونوا افضل منهم لنبني بلدا مزدهرا يليق بتاريخه وناسه وأجياله !
وشكرا لكم !
سمير عبيد
٢٩ اكتوبر ٢٠٢٤