بقلم: كمال فتاح حيدر ..
لماذا يُطلب من العرب مغادرة ارضهم المغتصبة ؟. وكيف انفرد الالباني وسالم الطويل بهذه الفتاوى الانهزامية في مخالفة صريحة للدين والأعراف والمبادئ الوطنية ؟. لماذا تنطلق هذه الفتاوى من اشخاص رأس مالهم الفتنة، ولا شغل لهم سوى تخويف الناس وحثهم على التنازل عن بيوتهم واموالهم، ومغادرة مدنهم ومزارعهم نحو المنافي البعيدة ؟.
وهل تقتصر فتاوى الألباني والطويل على رقعة الشرق الاوسط ام تتمدد شرقا وغربا لتشمل العراق والكويت وليبيا والجزائر ؟. وهل كان يتعين على المجاهد الليبي الكبير عمر المختار ان يلوذ بالفرار امام جيوش الدوتشي (موسوليني) ويترك بنغازي في قبضة الطليان ؟. وهل كان يتعين على رجال المقاومة الشعبية الجزائرية التنازل عن ارضهم لجيوش الافرنج، والخروج من ديارهم الى الصحراء الكبرى ؟. .
وقياساً على هذا النهج الانهزامي الذي ابتكره سالم الطويل كان يتعين على اهل الكويت الانتشار في ارض الله الواسعة هربا من زحف الفيالق العراقية التي تحركت جنوبا صوب رأس الخفجي، وكان يتعين على العراقيين انفسهم الهروب أمام جيوش التحالف العربي الامريكي بقيادة شوارسكوف. وربما تسري فتوى الألباني على سكان كييف في اوكرانيا بوجوب الافلات من مخالب الدب الروسي الذي ابتلع شبه جزيرة (القرم). .
لكن السؤال الأهم هو لماذا جاءت هذه الفتاوى متناقضة تماما مع فتاوى الارهاب والتطرف التي كان يطلقها العرعور في الدعوة للقتال في سوريا والعراق دعماً للدواعش ؟. وبماذا نعلل فتاوى (الجهاد) في كشمير والصومال ؟. وما الى ذلك من تناقضات ومواقف متأرجحة لا تعرف الثبات على قاعدة فقهية رصينة. .
والاغرب من ذلك كله ان موجة الفتاوى الانهزامية خرجت وانتشرت من دون ان تعترض عليها قيادات اركان الجيوش العربية في المنطقة، ومن دون ان يحتج عليها اصحاب النياشين والاوسمة والميداليات الحربية. .
ثم ماذا لو سمع قادة طالبان في كابل بهذه الباقة من الفتاوى الانهزامية ؟. وما الذي سيفعلونه في مواجهة طائرات الأباتشي المضادة للمدافع الجبلية ؟. .
كلمة اخيرة: تذكروا ان الله يعطي أصعب المعارك لأقوى جنوده، فلا تستسلموا. .