بقلم: كمال فتاح حيدر ..
قف حيثما شئت فوق ارض الرافدين، وانظر إلى الانتهاكات الجوية والبحرية والبرية المتكررة. ثم أنظر إلى التنازلات السخية التي منحتها الحكومات المتعاقبة لكل من هب ودب. فسوف ترى العجب العجاب. .
لا نريد العودة إلى الخروقات التي صخمت صفحات التاريخ، ولكننا حتى يوم امس كنا نسمع دوي المسيّرات الحربية التي تنطلق كيفما تشاء من قاعدة عين الأسد لتجوب أجوائنا بحثا عن مواطنين تقتنصهم هنا او هناك، وهذه المسيّرات تنطلق أيضاً من الشطر المخصص لها داخل مطار بغداد الدولي، فقد أضحت حرة تماما في تنفيذ جولاتها الاستطلاعيّة والاستقصائية والتجسسية. وربما لا يعلم العراقيون ان وكالة (FAA) الأمريكية هي التي فرضت الحظر على أجواءنا للمدة 2003 – 2017. . ثم جاءت منظمة (EASA) عام 2015 لتمنع طائراتنا المدنية من التحليق في الأجواء الأوروبية. .
ولا تندهش عندما نحدثك عن المنافذ البرية المسيطر عليها ماليا وإداريا، والمنافذ الأخرى غير المسيطر عليها لا ماليا ولا اداريا ولا سياديا، وهي منتشرة على امتداد القاطع الشمالي الشرقي (22 منفذاً بحسب تصريح النائب فالح الخزعلي)، لكنك إن توجهت نحو منفذ طريبيل ونظرت إلى الخط الحدودي الفاصل بيننا وبين الشقيقة المدللة ستجد المنتجات الصناعية والزراعية القادمة من الأردن معفاة تماما من الرسوم والضرائب بأمر من حكومة الكاظمي، ولا يحق لك التحقق فيما إذا كانت تلك المنتجات أردنية المنشأ أم من منشأ غير اردني ؟. يكفي انها مغلفة بملصقات وأشرطة مكتوب عليها: (صنع في الأردن). .
اما حدودنا البحرية والنهرية فشهدت هي الأخرى سلسلة متوالية من التراجعات والانكماشات منذ عام 1975 وحتى يومنا هذا، وربما جاء بروتوكول التنسيق الأمني عام 2008 المبرم بين القيادات البحرية (العراقية والكويتية) ليمنح مساحات مضافة للدوريات الكويتية في خور عبد الله وحتى رأس البيشة. .
في البصرة كان الشاعر (غيلان رقيد) يقف مند أعوام مناشدا هرون الرشيد بهذه الأبيات:
اين الخليقة إذ قال الخراج لنا في أيما بلد تهمين يا سحبا. . في الهند في السند في أرجاء مملكة يعيا سليمان فيها إن مشاها كبا. .
وليس هنالك افصح من الشاعر القروي (رشيد سليم الخوري) صاحب القصيدة المشهورة: (عيد البرية عيد المولد النبوي في المشرقين له والمغربين دوي). والتي يقول فيها: يا فاتح الأرض ميدانا لدولته – صارت بلادك ميدانا لكل قوي. .