بقلم : حسين الذكر ..
لا وعي براسي ..
وما اجترحت من منزع ..
فالتاريخ ينقش بأبرة ..
على راسي ..
كث كنت ام اصلع !
سالته : اهلا باخي وزميلي الفرعوني !
فقال : وحبا يعترني اليك أيها الرافديني!
تفحصت العبارتين فوجدت فيها تفسيرا لنص تاريخي يؤكد : ان القلب العربي في مصر كما ان العقل الواعي في العراق .
فأُحكية اكتشاف الكتابة المسمارية بمصب النهرين في الاهوار وتلك الصورية على ضفاف النيل تضع فهما لما اكتنف رحلة سيدنا إبراهيم من جنوب النهرين حتى النيل .. وربما تشرح ضمنا – لمن يجيدون قراءة النصوص غير البهيمية – شعار من النيل حتى الفرات – ضمن هذا السياق .
منذ بواكير الوعي الذي بتلتني به السماء اذ ان امي وابي رحمهما الله .. كانا أُميين لا يعوا غير البيت والرزق الحلال والمسجد وقد عاشا اكثر استقرارا واقدر على الفهم بايمانهم التسليمي المطمئن حيث امنا بمقولة – ضعها براس عالم واخرج منها سالم – مستريحين حتى لقيا الله جل وعلا : ( يا أيها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية ) .
تلك الابتلاءات مع ما اكتنفها من غرور لم اع منه شيئا برغم شيب الراس والإحباط المرافق فرض أسئلة حبلى عن ماهية السياسات والسلوكيات المناقضة والمناهضة على طريقة الرفض او التفكر الذي حبتنا به السماء كنعمة لا يتذوقها الا من سار وبذل المهج على طريق الباحثين .. وان فجعت نهايتهم بمذبح كربلائي او كاس سم سقراطي .
قال محدثي المصري : ( في مصر نعيش محنة غير مسبوقة فقد تم احتلالنا انترنيتيا كاخطر ما تعرضت له مصر عبر التاريخ .. لدرجة اني مع حملي مقود الوعي المعززة بالشهادة العليا وحسن النوايا وشرف المهنية والانتماء .. لم استطع استيعاب ما يجري لنا حيث لم نعد ننتمي الى السلف الصالح فضلا عن كوننا لا نمثل انموذج الخلف بمعزل ان كان خائبا او فالحا .. لقد اصبحنا هجين او شبح عجينة لا تنتمي الى الجين الفرعوني ولا يمكن نسبها الى رحم الابداع حيث رخامة صوت ام كلثوم وكوميديا عادل امام ولا منفلوطية الادب ولا يمكن اتساقها مع تراتيل عبد الباسط او نداءات أبو تريكة الممررة بين السطور ) .
فقلت : ( في العراق ابتلينا بذات الداء حيث مكتبتي تحوي خمسة الاف عنوان منها ثلاثون من تاليفي بالرياضة والاعلام والاجتماع والادب .. لم تحرك ساكنا باولادي الخريجين لمجرد الالتفات لتفحص عنوان واحد منها ) .
ذلك يدعونا .. ليس الى إعادة صياغة قراءة التاريخ كما يزعم ( د. عبد الله النفيسي ) بمرثية ( ياخور الغنم العربي ) .. بل هي دعوة لتغيير سبل التفكير وهدم الاصنام المتحجرة بعقولنا .. لا لأغراض نوبة مخملية او قيادة جماهيرية لثورة تجتاحنا بغتة دون معرفة شيء عنها لأننا سنكون في الحمام كما يقول عادل امام .. بل لفهم وادارك معنى كتم العقل في الشرق العراقي واعتصار القلب والوجدان في الغرب المصري ..
ثم ختمت قائلا :
لم يعد للوقت قيمة ..
واي وجهة لها امشي ..
كسائق ظل الطريق ..
احقا هاج بالعروق حسي ..
ام (حكحكة) دغدغها مسي ..
تلك مسمارية حروف ستبقى عصية التفسير ومحالة فك شفرات التصوير … خشية سوقنا نحو المقاصل بتوقيع فاجر .. او يضحك على ذقوننا ابن زانية المتاجر !