بقلم: كمال فتاح حيدر ..
قنبلة صوتية فجرها النائب عامر عبدالجبار في لقاء متلفز (منشور ومتداول في مواقع التواصل). قال فيه ان احد وزراء النقل لم يكمل دراسته المتوسطة، بمعنى انه عمل وزيرا بشهادة الابتدائية، التي ساعدته بفك شفرة القراءة الخلدونية. فهو يقرأ ويكتب فقط. ولا يعرف الچوك من البوك، الأمر الذي يستدعي طرح حزمة من التساؤلات على السيد النائب المتبحر بشؤون وزارة النقل، آخذين بعين الاعتبار انه يتمتع بحصانة برلمانية جعلته مؤهلاً لمناقشة الأمور التشريعية والرقابية، من دون ان يشعر بالإحراج أو الخوف من هذا الطرف أو ذاك. وهذا مربط الفرس. لأننا وانطلاقا من هذا الباب الرقابي والتشريعي نطالبه بضرورة إعلامنا بأسم الوزير (ابو الابتدائية): من هو ؟، ومتى تسلق سلم الوزارة ؟، ومتى استلم مهامها التنفيذية ؟. وكيف تغافلت عنه الدورات النيابية السابقة ؟، ولماذا تغاضت عنه الأجهزة الرقابية ؟. ومن هي الجهة السياسية التي ساندته، ووفرت له الغطاء لكي يتربع على عرش الوزارة ؟. .
ولكن ماذا لو اكتفى السيد النائب بإطلاق تصريحاته من دون تشخيص وتوضيح، ومن دون دليل قاطع ؟. وهل يحق له توجيه مثل هذه الاتهامات لوزير من ضمن الوزراء الذين اشتركوا معه في إدارة دفة وزارة النقل ؟. .
اما إذا اختار النائب الصمت والسكوت، أو عمل بأسلوب: (يگرص ويضم رأسه) فعندئذ يقع معظم وزراء النقل وبلا استثناء في دائرة الشك والارتياب. .
وبالتالي لابد من توجيه اللوم إلى لجنة النقل النيابية التي سمعت وسكتت وتغافلت عن تصريحات السيد (عامر) ولم تحقق باتهاماته لوزراء النقل. .
اغلب الظن انه يمتلك بعض الاسرار لكنه يجد صعوبة في الإدلاء بها اما خوفا من الفضيحة، أو هربا من المساءلة، أو الاحتفاظ بها لحين توفر الظروف المناسبة. .
ختاماً: يقول الحكماء: لا تبالغوا في إطلاق الاتهامات جزافا حتى لا تسقطوا في وحل الاساءة. .