بقلم : د. سمير عبيد ..
أولا: مئات الملايين من الناس من داخل العراق وخارج العراق مصدومة من الخوف والرعب الذي يعتري مجموعات سياسية تحكم العراق منذ ٢١ سنة ولازالت مرعوبة وترتجف وتردد منطق وكلام المعارضة العراقية سابقا اي ( الخوف من حزب البعث) ..وهذا ما يردده قادة الإسلام السياسي من حزب الدعوة وعلى رأسهم نوري المالكي الذي حكم العراق ٨ سنوات كشخص اول ووجوده في الطبقة الاولى منذ ٢١ سنة ولازال !
ثانياً: فكيف يحترم المواطن العراقي هكذا سياسيين وهكذا طبقة سياسية خائفة وترتجف من البعثيين الذي أصغر بعثي الآن عمره ٦٥ سنة ؟ وكيف يأتمن المواطن العراقي على العراق الذي تحكمه هكذا قيادات سياسية مرعوبة من حزب البعث وهي في الحكم منذ ٢١ سنة ؟ اذن أين جيشهم وشرطتهم ومؤسساتهم الامنية العامة والخاصة؟ واين مليشياتهم العلنية والسرية؟ واين حماياتهم وعشائرهم المسلحة ودويلاتهم المغلقة ؟ واين عنترياتهم وشعاراتهم وتحدياتهم ؟
ثالثا: الصدمة الأخرى التي صدمت ملايين العراقيين وغيرهم ان المالكي هو اكثر شخص دلّلَ البعثيين وفتح لهم مؤسسات الدولة من مكتبه الخاص صعودا للوزارات العسكرية والامنية، والى مؤسسات الدولة الحساسة، والى قنوات صنع القرار وجعلهم أسيادا من جديد على العراقيين ولديهم امبراطوريات مالية وأطيان وبنوك وجامعات ومدارس خاصة وأراضي ومزارع لأحفاد احفادهم … وبين فترة وأخرى يحذر المالكي العراقيين من عودة البعثيين والبعث وآخرها قبل يومين ( أليست هذه ازدواجية ؟ وأليس هذا انفصال عن الواقع ؟) فمن هم الذي ملأ فروع ومقرات حزب الدعوة وائتلاف دولة القانون ومؤسسات الدولة بالبعثيين لمجرد لبسهم للخواتم وكي جباههم والهتاف للمالكي ؟
رابعاً:- من الزاوية الأخرى :-نوري المالكي لديه عداوة خاصة وشخصية مع البعثيين الموالين لصدام حسين والذين لازالوا يعتبرونه رمزاً لهم وقائداً لهم لانه ( وقّع على إعدام صدام حسين واحتفل باعدامه على طريقته الخاصة ) وبالتالي ليس من حقه ان يقحم الشعب العراقي وشيعة العراق بمعركته الشخصية مع الصداميين والبعثيين ( فخوفه هو يتحمله ُ شخصياً ، وقراره يتحمله هو شخصيا لاسيما باعدامه لصدام حسين حرم الشعب العراقي من معرفة اسرار مهمة كارثية عن حقبة حكم صدام حسين، ومعرفة اسرار الحربين مع ايران وضد الكويت واسرار اخرى، ومعرفة اسرار خطيرة جدا عمرها ٣٥ سنة – فالشعب من حقه ان يعرف ذلك فلماذا حرم المالكي وقادة الاسلام السياسي الشعب العراقي من ذلك ؟ !)
خامسا : لذا فبعبع البعث ورعب عودة البعث ماهي إلا فوبيا خاصة بالمالكي وبجماعات الإسلام السياسي وبحزب الدعوة حصراً . وهي سيمفونية مشروخة من وجهة نظر الشعب العراقي . وغايتها العزف على الوتر الطائفي الذي باتَ لا يسمعه إلا ٣ عراقيين بسطاء من كل ١٠٠ عراقي وربما ٣ نسبة كبيرة !..
سادساً:-فحزب البعث لا يمكن ان يعود لان العراق تغير والبيئة العراقية تغيرت وثقافة الناس تغيرت والبعث مات في اذهان وثقافة الناس ( ومن يصرخ بوجه الطبقة السياسية ويُعيرها بصدام وبالبعث وينادي بعودة البعث الهدف منها لكي يُغيض جماعة الإسلام السياسي ويُغيض الطبقة السياسية ويُزيد في استفزازها ويُذكّرها بفشلها في ادارة الدولة والمجتمع وتدمير الموسسات وجميع ميادين الحياة في العراق وفقدان السيادة العراقية وفتح العراق لجميع اعداء العراق ليصولون ويجولون فيه خرابا ودمارا) !
سابعا:/ فالرجاء احترام عقول العراقيين فهم ليسوا تلاميذ رياض اطفال ليصدقوا بروايات وقصص الطبقة السياسية. وليسوا خرسان وعميان ليقودهم المالكي للتصفيق لمسرحية عودة البعث الميت والذي لم يبق منه إلا الرفات ( فتلك القصص احكوها إلى الدبّة مثلما يقول بعض العراقيين )
سمير عبيد
١٤ نوفمبر ٢٠٢٤